كيف تختار نائباً للرئيس؟

TT

إذا حاولت التحدث إلى أحد أفراد طاقم جون ماكين بشأن الشخصيات المطروحة أمام ماكين لمنصب نائب الرئيس، تجدهم يؤثرون الصمت. في نهاية الأسبوع الماضي قمت أنا بذلك، وتبينت لي بعض الأشياء:

من الواضح أن ماكين يميل إلى إعلان المرشح الذي يختاره بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي، ويُعتقد أنه سيعلن اختياره بعد خطاب الموافقة على باراك أوباما في ليلة 28 أغسطس (آب) الحالي، في محاولة للتقليل من الفورة التي ستلي مؤتمر الحزب الديمقراطي. ولكن الاتجاه الحالي هو الانتظار إلى ما بعد نهاية إجازة عيد العمال التي تنتهي بخطاب الرئيس بوش يوم الاثنين، الليلة الأولى لمؤتمر الحزب الجمهوري. ومن ثمّ فإن معسكر ماكين يأمل في أن يجذب الانتباه يوم الثلاثاء بالإعلان عن الشخص المرشح لمنصب نائب الرئيس، حيث من الممكن أن يكون اختيار مرشح قوي، تعقبه تصريحات لهذا المرشح يوم الأربعاء ثم خطاب لماكين يوم الخميس، بداية جيدة للحملة الرئاسية التي تستمر على مدى 60 يوما. ولذا، مَنْ يمكن أن يكون هذا المرشح القوي؟ فبعض المرشحين لمنصب نائب الرئيس يناسبون جانبا، بينما يناسب آخرون جانبا آخر. وفيما يبدو فإن هناك أربعة اتجاهات في معسكر ماكين حيال المرشح المحتمل لمنصب الرئيس.

1 ـ سنهزم أوباما: إذا كان ماكين متقدما أو قريبا من أوباما في الانتخابات، فثمة دافع قوي إلى عدم الإقدام على أي اختيار من شأنه أن يتسبب في أي ضرر. والخيارات البارزة غير المثيرة للخلاف المقبولة بشكل كبير بالنسبة للجمهوريين، وهم محافظون ولكن ليسوا محافظين بصورة كبيرة وشباب ولكن ليسوا صغارا جدا، هم تيم باولنتي، حاكم مينيسوتا للولاية الثانية، وروب بورتمان، عضو الكونغرس السابق عن ولاية أوهايو والممثل التجاري لبوش ومدير الميزانية.

2 ـ نحتاج إلى إظهار نقطة الضعف الأساسية في أوباما: ضعف الخبرة

إذا كانت الفكرة الأساسية التي يسعى ماكين إلى إبرازها، أنه جاهز وأوباما ليس كذلك، فإنه يحتاج إلى شخص يؤكد تلك الرسالة، شخص متمرس يُرى فيه أنه جاهز كي يتولى الحكم. وهنا يبرز المنافس السابق ميت رومني، الذي يُكن له ماكين الاحترام، أو الحاكم السابق لولاية بنسلفانيا توم ريدج، الذي يميل إليه ماكين. نعم ريدج ممن يؤيدون حق الحوامل في الإجهاض، الأمر الذي قد يمثل مشكلة. ولكن يبرز تساؤل: هل من المحتمل أن يدفع اختيار ريدج المستقلين للاعتقاد بأن ماكين يسعى إلى توسيع الحزب، على الرغم من أن معارضي الإجهاض قد يكونون مطمئنين إلى أن ريدج سوف يذعن للرئيس ماكين في هذا الأمر؟

3 ـ لا تقف ضد رغبة الديمقراطيين في التغيير: المواطن يريد التغيير، ولكنه يشعر بالقلق فيما يتعلق بأوباما. لماذا إذن لا نسمح لهم بالتصويت للخبرة والجيل الجديد في نفس الوقت؟ ويتطلب ذلك نائب رئيس من نوع مختلف وشاب. وهنا يبرز حاكم ولاية لويزيانا،37 عاما، بوبي جيندال، أو سارة بالين، 44 عاما، حاكمة ولاية ألاسكا أو إريك كونتا، عضو الكونغرس عن ولاية فيرجينيا، 45 عاما. وقد يكون البعض غير متحمسين لضعف خبرة جيندال وبالين على وجه الخصوص، ولكن إذا كان أداء جيندال وبالين جيدا، فإن التغير الذي سينتج عن ذلك سيكون كبيرا جدا. فالاثنان لديهما نفس الميزة: الشعبية وسط المحافظين خاصة المحافظين الاجتماعيين. كما أنهما مصلحان حقيقيان، قاما بالكثير في لويزيانا وألاسكا، ويحب الكثير من الناخبين أن يروا مثل ذلك بواشنطن.

4 ـ المواطنون سئموا من السياسة: من الممكن أن يقول ماكين في خطابه أثناء مؤتمر الحزب الجمهوري الآتي: «سوف أضمن لكم إدارة إصلاحية تنحي السياسة جانبا وتعمل من أجل الأميركيين جميعا. وأتعهد لكم بأن أطوي صفحة الحزبية حتى يمكننا التعامل مع التحديات التي تواجهنا. ولذا أتعهد بألا نسعى أنا ونائبي إلى الحصول على ولاية جديدة، وبألا نقضي، أنا ونائب الرئيس، يوما أو ساعة أو حتى دقيقة في جمع التبرعات أو الدعاية لنفسينا أو لأي شخص آخر. لن يكون هناك مكتب سياسي في البيت الأبيض». قد يفتح ذلك احتمالا لمرشحين غير تقليديين، وسيكون من بينهم السيناتور جوي ليبرمان ووزير الدفاع روبرت غيتس. وقد يكون البعض ممن لديهم خبرة في الشؤون الاقتصادية والسياسية الداخلية، مثل عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ، وهو صديق قديم لماكين أو المدير التنفيذي لشركة «فيدكس» العملاقة فريد سميث أو المدير التنفيذي السابق لشركة «إي باي» ميج ويتمان.

يميل معظم أفراد فريق ماكين إلى اختيار أحد المرشحين ضمن المجموعتين الأولى والثانية، ولكن يفضل ماكين مرشحا من المجموعتين الثالثة والرابعة، ولاسيما سارة بالين وميج وايتمان. هناك الكثير من النساء المحافظات والمعتدلات اللاتي لا ينظرن إلى أنفسهن على أنهن من المنادين بالمساواة بين النساء والرجال، ولكن سيكنَّ سعيدات إذا رأين امرأة مؤهلة في البطاقة الانتخابية. وإذا ما اختار أوباما رجلا، ألن يكون ذلك دافعا لماكين كي يقول: فتش عن المرأة؟

* خدمة «نيويورك تايمز»