دول الخليج وعدائية إيران

TT

ردت دول الخليج العربية بصوت واحد على التصريحات الإيرانية التي جاءت على لسان مساعد وزير خارجية إيران لشؤون الابحاث، منوشهر محمدي، الذي شكك في شرعية الدول الخليجية، وبقائها.

الرد الخليجي جاء على لسان الدكتور عبد الرحمن العطية، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الذي أوضح أن لدى الدول الخليجية شعورا «بخيبة أمل كبيرة، وقلق بالغ»، إزاء تصريحات المسؤول الإيراني، حيث وصفها العطية بأنها تصريحات «غير مسؤولة، وسافرة»، مؤكدا أن دول الخليج بانتظار توضيح فوري من الجانب الإيراني.

ونحن هنا نتحدث عن نقطتين، يجب أن يكون الحديث فيهما واضحا وصريحا. أولا أشعر بخيبة أمل من خيبة أمل الخليجيين في النظام الإيراني، فمنذ متى كانت دول الخليج تعتقد أن النظام الإيراني ينظر لها من منظار الجوار، والاحترام المتبادل؟

أين دول الخليج مما تفعله إيران بأمن المنطقة في العراق، ولبنان، وفلسطين، والبحرين، والكويت، وقطر، ومصر، والسعودية، ليس اليوم، بل منذ الثورة الخمينية؟

فهل كانت دول الخليج تعتقد ولو للحظة أن المشكلة الإيرانية هي مع الرياض وحدها، مثلا، أو مع الكويت، أو الإمارات فقط؟ مخطئ من يعتقد ذلك، ويخطئ الخليجيون عندما يتناسون أن مجلسهم تأسس أساسا من أجل مواجهة الأطماع الإيرانية.

ما يجب أن يقال للخليجيين، جميعا، وليس للقطريين فقط، الذين رحبوا بنجاد في قمة الدوحة، هو أن الغزل الجانبي، وإرسال رسائل متناقضة إلى طهران، بسبب حسابات سياسية خاطئة، أو من أجل مناكفة سياسية ضيقة، هو ما جعل نظام الملالي يستسهل التدخل واللعب في أمن الخليج العربي واستقراره.

المواقف الخليجية المتراخية في لبنان، ومع السوريين، وفي العراق، ومع حماس، هي التي أتاحت لطهران التدخل في شؤوننا، وشق صفنا، والوصول إلى هذه الدرجة من التعالي والغرور اللذين جعلا نظام طهران يشكك بشرعية الدول الخليجية، بل وتهديدها بشكل واضح من أجل الملف النووي.

على الخليجيين، جميعا ودون استثناء، أن يعوا أنهم سيكونون واهمين لو اعتقدوا أن نظام طهران سينظر لهم يوما على أنهم أنظمة ودول تستحق العيش بأمان، فحصول هذا الأمر يعني أن نظام طهران قد كفر بثورته، وانقلب على نفسه، وهذا أمر بعيد.

وعليه فإن النقطة الثانية التي يجب قولها هنا هي أن على دول الخليج أن تسأل نفسها سؤالا محددا: هل تريد رؤية أنظمة عربية تشبهها في العقلانية السياسية والاستقرار والتطور، أم أنها تريد أنظمة شمولية ثورية؟

على قيادات دول الخليج العربي أن تحدد موقفها بوضوح من قضايا العراق وسورية ولبنان، وحماس، وحزب الله، وعلى الخليجيين أن يحددوا أيضا هل هم من العرب الخائفين من إيران، أم من الحريصين على استقرار أوطانهم وشعوبهم.

فطالما أن الخليجيين قرروا هذه المرة أن يتحدثوا بصوت واحد، سياسيا، فعليهم أن يتصرفوا جماعيا، فلا يجوز أن تكون أميرا أو شيخا وفي نفس الوقت صديقا لحسن نصر الله، ومعزيا في عماد مغنية، ومتعاونا مع الأنظمة التي تؤويهم وترعاهم. على دول الخليج أن تقرر، لأن لكل شيء ثمناً!

[email protected]