كان أشهر صحفي في العالم

TT

أسعدني أن أقرأ كلمة جميلة كتبها القارئ المصري في أستراليا د. رفعت فودة وهو ليس قارئا فقط بل كان زميلي في مجلة «أكتوبر»، وهو خبير في اللغة العبرية، وقد ترجم مذكرات سياسية عسكرية مهمة. ثم رأى أن يهاجر هو وأسرته الصغيرة إلى أستراليا.. وسافر ونجح وكذلك أولاده.

وهو أستاذ للغة العربية في عدد من المعاهد الرسمية. ثم إنه حصل على الدكتوراه من جامعة سيدني عن بحث طويل عن كاتب هذه السطور ودوره الأدبي والسياسي في مصر.

وهو أيضا بلدياتي ـ من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية. ويمتاز د. رفعت فودة بالهدوء والاستقامة وطول البال والصبر والإصرار على أن يكون شيئا مهما. فكان له ما أراد.

وفي يوم من الأيام ظهرت صورته في كل ورقة مطبوعة في الكرة الأرضية. وقد أحصينا عدد الصحف باللغات المختلفة التي ظهرت فيها صورته، فكانت مائة لغة. أما السبب ففي أول مؤتمر صحفي بين الرئيس السادات ومناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل انعقد في مدينة الإسماعيلية. وفجأة وعلى غير انتظار وبغير ترتيب رفع صحفي شاب يده يستأذن في أن يسأل مناحم بيجين سؤالا. فأشار إليه: تفضل إني أسمعك.

فقال الشاب: أريد أسألك بالعبرية. فرد عليه بيجين قائلا: وأنا أعرف اللغة العبرية.

ثم دار الحوار بينهما باللغة العبرية. وكانت مفاجأة صحفية كبرى أن يتحدث مصري بالعبرية إلى رئيس وزراء إسرائيل.

وظهرت الدهشة على كل الوجوه. وطارت صورته إلى أركان الأرض عبر الشاشات والقنوات. فكان يومها أشهر صحفي في العالم..

والله وحشتني يا دكتور رفعت!