لماذا طرد أوباما مستشاره المسلم؟

TT

يملك اي مرشح للرئاسة الاميركية الخيار ان يكسب بعض اصوات الناخبين الاميركيين من المسلمين الذين يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين، او ان يتجاهلهم وينصرف الى بقية الفئات الاميركية الكثيرة التي تميز الخارطة الديموغرافيه الفسيفسائيه للبلاد.

المؤسف ان باراك اوباما، المرشح الذي يقدم نفسه انه يمثل اميركا الجديدة، هو الذي قام بتعيين مستشاره المسلم الوحيد مازن الصباحي ثم قام بطرده. اما السبب فيبدو سخيفا. البداية قبل اسبوع عندما زعمت صحيفة الوول ستريت جورنال ان الصباحي، الذي عين حديثا مسؤول اتصال بين اوباما والاميركيين المسلمين الافارقة، مرتبط بجماعات اسلامية متطرفة. مستندة على اقوال موقع الكتروني رخيص، اسمه التقرير اليومي لحركة الاخوان المسلمين العالمي، متخصص في ملاحقة الاصوليين، صنفت الصحيفة الصباحي على انه اصولي مرتبط بجماعات متطرفة.

وقد تصدى للتهمة رئيس فرع شيكاغو لمجلس العلاقات الاسلامي الاميركي احمد رحاب في مقال له في شيكاغو تربيون اعتبرها تهمة ظالمة لشخصية معروفة ومحترمة في مجتمعه، واشتهر بانه ضد التطرف. قال انه من المضحك ان صحيفة الوول ستريت، التي زعمت ان الصباحي مرتبط بالمتطرفين بناء على علاقته بشخص وصفته بالمتطرف ليس الا نفسه عضو صندوق داو جونز للمؤشر الاسلامي، وداو جونز للعلم هي المؤسسة التي تملك صحيفة الوول ستريت! اي ان الصحيفة اتهمت الصباحي بانه صديق مع رجل يعمل في مؤسستها المالكة.

من الجلي ان فريق اوباما قلق جدا من اي اشاعة، او اشارة، او اي ادنى شك او شبهة مهما كانت تافهة بحكم جذوره الاسلامية. خصوم اوباما يعرفون نقطة ضعفه هذه فيذكرون الناخب بان اسمه حسين، وبعض عائلته مسلمون، فكيف يمكن ان ينتخبه الاميركيون في اهم منصب في وقت يستهدف المتطرفون الاسلاميون الولايات المتحدة؟ خصوم اوباما يريدون ان يخيفوا الناخبين بانه مسلم باطني يظهر مسيحيته ليصل الى البيت الابيض، او انه متعاطف مع المتطرفين، واي من هاتين التهمتين تكفي لاسقاطه سريعا.

لهذا السبب ربما كان الاجدر بأوباما ان يخوض حملته الانتخابيه دون الاستعانة باميركيين عرب او مسلمين خير من ان يعين احدهم ثم يقوم بطرده بعد بضعة ايام بناء على تهمة ظالمه. فقد بدا رجلا ظالما في وقت كان ينشد ان يكون متواصلا مع الجميع.

[email protected]