يا أرض أبلعي ما عليك!

TT

وأسفاه على كل ما حدث أخيرا من مفاوضات بين فلسطين وإسرائيل. فلسطين التي سوف تصبح مثل كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ومثل آيرلندا الشمالية وآيرلندا الجنوبية ـ ولصالح من؟ ليس لصالح فلسطين والعرب والسلام وإنما لصالح إيران وإسرائيل أيضا.. وكل شيء في الشرق الأوسط سوف يتأجل لأسباب واضحة جدا..

فإيران قضية القضايا ويتبع إيران حزب الله في لبنان وسورية أيضا والنصف المفقود من فلسطين.. ولا أحد يعرف بالضبط ماذا ستفعل أمريكا.

وهل يستطيع الرئيس بوش في أيامه الأخيرة أن يتخذ قرارا لتوريط الرئيس القادم. إنه لا يستطيع فليست أمريكا من أملاك بوش الأب والابن وإنما هناك مصالح ثابتة لا يقوى أي رئيس على تغييرها. وفي نفس الوقت هناك مشكلة الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الجديد..

ولا يملك أي رئيس وزراء في إسرائيل أن يغير ثوابت السياسة الإسرائيلية في أي اتجاه. إذن لا قرار يمكن اتخاذه الآن.. ولا قرار يمكن اتخاذه بعد ذلك وبالسرعة التي نتمناها.. ثم إن التمزق الفلسطيني يغري أي حكومة إسرائيلية بألا تتفاوض. فليس لفلسطين رأي واحد ولا موقف واحد ولا رئيس ولا كيان واحد.

وعلى ذلك فكل شيء سوف يتأجل إلى أن تتوحد فلسطين إدارة وقيادة وشعبا!

وسياسة «هات رأسك أبوسها» أي استضافة واحد من حماس وواحد من فتح، وأن يتعانقا ويقول كل واحد للآخر: هات رأسك أبوسها .. وصافية كاللبن .. وعفا الله عما سلف! ـ هذه سياسة حشاشين!

خلاصة الكلام: لا حل ولا رد ولا صد وسوف يعود كل شيء إلى مكان عليه وأسوأ. ويا أرض لا تحفظي ما عليك ومن عليك .. وإنما نرجوك أن تبتلعي الجميع!