نفنى ولا نهون إنا فدائيون!

TT

أعلنت أم كلثوم أنها سوف تساهم في المجهود الحربي وأنها سوف تطلب من النساء الذهب، ومن الرجال الفلوس. وبدأت بتوفيق الحكيم. فلم تجد معه مليماً واحداً، وضحكت وضحكنا ولكن همسوا في أذنها أن توفيق الحكيم يخفي فلوسه في العلبة التي يضع فيها نظارة القراءة. فطلبت منه علبة النظارة فضحك الحكيم وقال: أريد أن أعرف هذا الشيطان الذي فضح سري. ولم تجد في علبة النظارة سوى خمسين قرشاً وأخذتها وقالت إنها سوف تعرض نظارة الحكيم للبيع!

وقالوا لها: إن هناك بخيلا آخر، وإنه يستحيل أن تأخذ منه مليما، هذا إذا وجدت المليم.

وقررت أم كلثوم أن تفتشه كما يفعلون في المطارات، ولم تجد معه مليماً واحداً. وكان هذا البخيل جداً محمد عبد الوهاب. وخلع ملابسه. ولم تجد معه شيئاً وعرفت أم كلثوم بذكائها أنه يخفي فلوسه عند السائق.

وأتوا بالسائق ووجدوا معه مظروفين، أحدهما لعبد الوهاب والآخر له هو، أما المبلغ الذي وجدته فكان ثلاثة جنيهات، فأخذتها! وطلبت مني أم كلثوم أن أكتب لها بعض الشعارات التي تدعو الناس إلى التبرع للمجهود الحربي.. وكان الشعار هو: نفنى ولا نهون. وهو جزء من نصف بيت من الشعر: نفنى ولا نهون إنا فدائيون.

وسافرت أم كلثوم إلى البلاد العربية وكانت النساء أكثر كرماً وعطاء من الرجال. فقد جمعت أم كلثوم الملايين من الأقراط والأساور والساعات المطعمة بالماس. وأعطتها إحدى الأميرات خاتماً بمليون جنيه، وقالت لها أم كلثوم: إن أحدا لن يشتري هذا الخاتم، فما كان من الأميرة إلا أن دفعت مليونين من الجنيهات.

ومن أجمل التبرعات ما قدمته حرم د. طه حسين التي قدمت لها دبلة متواضعة جداً وعليها اسم طه حسين.

وسرقت الدبلة.. ربما لتظهر بعد ذلك بمائة سنة فيكون سعرها وقيمتها أكبر كثيراً.