إيران وقطر وحل مشاكل المنطقة

TT

أعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خلال اجتماعه في طهران مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعمه لمبادرة قطرية من أجل اجتماع ثنائي لحل مشاكل منطقة الشرق الأوسط، المنطقة التي يمكن وصفها بأنها ملتهبة ولا تعرف الاستقرار. فهل بوسع إيران وقطر فعل ذلك معاً؟

أمير قطر قال في طهران محذرا بأن «الدول الغربية تحاول من خلال بعض الذرائع استغلال دول المنطقة ضد إيران، لكن التعاون المشترك بين دول المنطقة من شأنه إحباط كل مؤامرات الأعداء».

هذا في الوقت الذي قال فيه قبل أيام الأمين العام لمجس التعاون الخليجي الدكتور عبد الرحمن العطية بأن الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وافتتاح طهران لمكتبين لها في الجزر الإماراتية عمل عدواني، معتبرا أن لا فرق بين الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

بل إن العطية أضاف قائلا عما يعيق توثيق العلاقات الخليجية ـ الإيرانية إنه «ليس هناك ما يعيق تطوير هذه العلاقات إلا شيئان: الأول تعزيز إجراءات بناء الثقة، والثاني حل أزمة الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات واحترام السيادة ووحدة الأراضي لدول الجوار سواء على إقليمها البحري أو حتى الإطار الذي يتم باحتلالها لجزر دولة ذات سيادة عندما قامت إيران بفتح مكتبين في جزيرة أبو موسى».

وعليه فدعونا لا ننشغل بالإجابة على سؤال ما اذا كانت إيران وقطر قادرتين على حل مشاكل المنطقة، ونقول حسناً، فلتكن التصريحات القطرية ـ الإيرانية فرصة لحلحلة بعض القضايا. وطالما أن نجاد أعلن دعمه للجهد القطري فلماذا لا تشرع قطر بمبادرة تحل فيها مشكلة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية ؟

وعليه فبدلا من أن تشرع قطر وإيران في حل «مشاكل» منطقة الشرق الأوسط، فلتشرعا في إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، على اعتبار أن الأقربين أولى بالمعروف، حيث انه لا يجوز أن تكون هناك أراض خليجية محتلة من قبل طهران في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن علاقات خليجية مشتركة، وثنائية، مع إيران.

فمن الواجب إذاً تنقية الأجواء الخليجية ـ الإيرانية أولا، وهذا لا يتم إلا بانتهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، وبعد ذلك بإمكان القطريين والإيرانيين الشروع في جولة أخرى من أجل الوصول إلى اتفاق خليجي ـ إيراني من أجل وجوب عدم التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة الداخلية، سواء بالأموال، أو الفتاوى، أو التحريض.

وبعيدا عن تدخل إيران في كل من لبنان، وبين الفلسطينيين، وفي اليمن ومصر والأردن، وبالطبع ما تفعله إيران في العراق وهو دور سيئ لا شك في ذلك، وتحالفها المريب مع سورية، فاذا استطاع القطريون حل مشكلة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية، بانسحاب الإيرانيين منها وعودة الجزر للسيادة الإماراتية، فحينها سنرفع القبعة للقطريين حيث سيكون حينها الجهد عظيما ومميزا.

وإذا لم ينجح القطريون في إقناع إيران بالانسحاب من الجزر الإماراتية التي تحتلها فحينها نقول إن الحديث عن حل مشاكل الشرق الأوسط ما هو إلا جزء من مشاكل منطقة الشرق الأوسط بدون شك.

[email protected]