أحب الذي يجد حلاً! (3 ـ 3)

TT

كل آبائه وأجداده كانوا من رجال الدين، أو كان لهم تفكير ديني. ورغم الإيمان العميق للمفكر الكبير أمرسون (1803 ـ 1882) إلا أنه كان حراً. يقول عن نفسه: «ولدت مفكراً حراً، أنا مؤمن ولكن عندي بعض التحفظات».

وقد تلقى أمرسون جوائز أدبية وفلسفية ودينية كثيرة. فقد كان خطيباً ومتحدثاً وكاتب مقال، وكان شاعراً أيضاً، وله آراء في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فيرى أن الصدق أساس كل نظرية. أي أن يقول وأن يكون صادقاً.

ويقول: «إن أستاذه العظيم سقراط كان صادقاً. حتى عندما دفع الثمن لم يتردد لحظة واحدة في أن يظل عند رأيه. ولما طلبوا إليه أن يشرب السم قال: شرب السم ثمن الصدق!». وتنقل بين كثير من المدن الأمريكية يخطب في الناس ويدعوهم إلى الإيمان. الإيمان القوي والصادق بما يعتقدون أنه هو الصحيح.. ومن رأيه أن أمريكا تقدمت لأنها كانت صادقة في دعوتها للحرية والتسامح. فكان صدقها في البيع والشراء والتجارة والدراسة والبحث العلمي.

وكان أمرسون مرحاً ساخراً أيضاً. وتروى عنه حكايات كثيرة. ومن ألطف ما تناقلوا عنه أن كانت له مزرعة، وفي المزرعة أبقار، وعندما علم أن البقرة التي اختاروا لها اسم زوجته قد ولدت ذهب إليها ليرى وليدها، وحاول أن يخرجه من الحظيرة فلم يستطع.

ولجأ إلى الخادمة لعلها تستطيع أو تجد حلاً ريفياً لا يعرفه. وجاءت الخادمة وأخرجت المولود الصغير بعد لحظات، وسأل أمرسون كيف؟ فقالت الخادمة وضعت أصابعي في فمه فراح يرضعها كأنها ثدي أمه وخرج من الحظيرة. وقال عبارته الشهيرة: إن كل كتبي هذه لم تعلمني كيف أخرج عجلاً صغيراً لا يريد.. إنني أحب الذين يجدون حلاً لكل مشكلة !