من أجل الشرقين

TT

وصفت الـ«هيرالد تريبيون» قبل أيام أمير قطر بأنه «ميترنيخ» القرن الواحد والعشرين. وكان هنري كيسنجر قد لقب في السبعينات بأنه «ميترنيخ» القرن العشرين. أما «ميترنيخ» القرن التاسع عشر، أي ميترنيخ الأول فقد كان الأمير كليمنز فنزل فون ميترنيخ، وزير خارجية الإمبراطورية النمساوية، ثم مستشارها.

الأربعاء الماضي، 20 آب، نشر وزير خارجية فرنسا السابق فيليب دوست بلازي مقالا في الـ«فيغارو» بعنوان «لا بد للعالم العربي أن يستقبل الألعاب الاولمبية». وواضح من العنوان أنه يثلج الصدور في الوقت الذي يؤخذ العالم أجمع بعجائب الأولمبياد في بكين. إنها شهادة مهمة من وزير خارجية دولة كبرى هو الآن موظف مرتفع الأجر في الأمم المتحدة. لكي يستطيع الحفاظ على نمط معين من الحياة بعدما ترك مهنة الطب إلى السياسة.

لكن للمسيو دوست بلازي . إنه مستاء لأن اللجنة الأولمبية استبعدت الدوحة للدورة 2016 ولم تحذف بدلها طوكيو ومدريد وشيكاغو لأن الدوحة أحق من هذه المدن وأكثر تأهيلا. وثمة أسباب وجيهة أخرى: «لو أبقيت الدوحة على لائحة التصفية (مع طوكيو، ريو دوجانيرو، مدريد، شيكاغو) لكان العالم رأى في ذلك بادرة تشجيع للعالم الإسلامي العربي برمته، خصوصا للشرقين، الأدنى والأوسط. إن اللجنة عندما حذفت الترشيح القطري في 4 حزيران بطريقة تعسفية فقدنا بذلك فرصة تاريخية هي السماح لعاصمة عربية بأن تكون بين المدن المرشحة، وبذلك نواجه المتطرفين الذين يعرفون جيدا كيف يستغلون مشاعر الذل واليأس في هذه المنطقة من العالم. فلنأمل ألا تضيع اللجنة الاولمبية الفرصة مرة أخرى في الدورات المقبلة».

إن استبعاد الدوحة ليس مسألة عادية إطلاقا «إنه خطأ من الناحية التاريخية وإضاعة فرصة سياسية ورمزية. الواقع أن مجرد إقدام قطر على ترشيح نفسها حمل في طياته تشجيعا على الانفراج في الشرق الأوسط، هذه المنطقة المضطربة منذ زمن طويل، ويشكل (الترشيح) فائدة إضافية».

لم يعرف العرب كيف يعطون الترشيح القطري بعده التاريخي من أجل العالمين العربي والإسلامي ومن أجل الشرقين، الأدنى والأوسط. وكان لا بد من وزير خارجية فرنسي سابق أن يرى أن له دورا في اختيارات الأولمبياد وانتقالها من بكين إلى الدوحة.