أعمى يختار ملكات الجمال

TT

هل الشعراء يتبعهم الغاوون؟!

هذه القضية لا تحتاج مني إلى سؤال، فقد حسمها القرآن الكريم قبل أكثر من خمسة عشر قرناً.

ولكنني أضيف لها من عندي أنه يتبعهم كذلك حملة (الكلاشنكوف) والخناجر.. وهذا ما حصل قبل تسعة أعوام في منطقة (الربيز) القبلية في شرق عدن باليمن.

عندما كان يقيم أحد الشعراء أمسية شعرية (رومانسية)، وبعد أن انتهى من قصائده، تقدم شاعر آخر ليعطي رأيه، وإذا به يهجوه شعراً، فما كان من الشاعر صاحب الأمسية إلا أن فار الدم في عروقه وصاح بابنه ذي الخمسة عشر عاماً قائلاً: هات الكلاشنكوف يا ولد، وقفز ابنه مسرعاً وأعطاه ذلك، فما كان من الشاعر إلاّ أن يفرغ الرصاص في الحضور وقتل منهم ثلاثة بالحال، وجرح أكثر من عشرة، وحاول الهروب هو وابنه، غير أن الحاضرين تمكنوا منهما وقتلوهما طعناً بالخناجر، وانتهت القصائد بهذه الطريقة المأساوية (التراجيدية).

وكذا الشعر ولاّ بلاش.

* * *

أعجبني جداً قرار اللجنة المنظمة لمسابقة انتخاب ملكة الجمال في ولاية (البرتا) الكندية، عندما عينوا ضريراً (أعمى) في لجنة التحكيم لاختيار أجمل امرأة.

وكان له القول الفصل في النتيجة النهائية، حيث انه يمكنه اكتشاف أموراً في شخصيات وعواطف وثقافة المتسابقات من سماعه لأصواتهن والطريقة التي يرددن بها.

ولم يكتف الأعمى (النمس) بسماع الأصوات فقط، لكنه أخذ يتلمس بأصابعه ملامح وجوههن، ليكون حكمه أكثر صواباً ودقة وشفافية.

* * *

ليس هناك أتعس من رجل ألباني طلب الطلاق من زوجته في المحكمة أمام القاضي.

فما كان من الزوجة الشرسة (الإرهابية)، إلاّ أن تتحمّى له وتسطره على صدغه، ثم توجه له لكمة خطافية على أنفه، فيسقط الزوج المسكين على الأرض مغشياً عليه، ولم تكتف هي بذلك، بل إنها فحّجت عليه ثم جثمت على صدره وأنشبت أسنانها في أذنه وانتزعتها انتزاعاً ثم لفظتها والدماء تقطر من فمها، عندها فقط حكم القاضي بالطلاق، ليذهب الزوج إلى المستشفى، وتذهب هي إلى السجن.

أتمنى من أعماق قلبي لأي رجل يقرأ كلامي هذا وهو على وشك الزواج، أن يرزقه الله بزوجة مثلها.

* * *

قرأت في مجلة (الصدى) تصريحاً لطيفاً لإحدى الممثلات تقول فيه: إن هناك خيطا رفيعا بين الجرأة وقلة الأدب، وقد قدرت لها حِكمتها تلك إلى درجة أنني قلت بيني وبين نفسي: يكفيني أنا ذلك الخيط، ما أبغى أكثر.

[email protected]