المتواطئون مع حزب الله

TT

جرائم حزب الله الإيراني بحق لبنان، واللبنانيين، لا تنتهي. لكن المؤسف أن هناك من النواب والساسة اللبنانيين من يجبنون أو يتقاعسون حتى عن التعليق على أفعال الحزب الإيراني، إما بدافع الخوف، أو التواطؤ. وأبسط دليل على ذلك عملية إسقاط طائرة الجيش اللبناني في الجنوب.

ميليشيا حسن نصر الله التي تحتل لبنان فعليا، وبقوة السلاح، لم تكتف بإنشاء مربعات أمنية على الأراضي اللبنانية، بل شرعت برسم مربعات جوية، فإذا كان حزب الله الإيراني يملك حق النقض داخل الحكومة اللبنانية، ويملك المربعات الأمنية جويا وأرضيا، ويسيطر على المطار، وله اتصالاته الخاصة، فما الذي بقي في لبنان؟!

حزب الله الإيراني الذي احتل بيروت بقوة السلاح، وهذا أمر لم تفعله من قبل إلا إسرائيل، واليوم يسقط طائرة للجيش اللبناني بقوة السلاح في مشهد لم تفعله إلا إسرائيل أيضا من قبل، فما الذي بقى من جرائم لم يفعلها الحزب بحق لبنان الدولة والمواطن.

لقد أصبح حزب نصر الله أكثر خطرا على لبنان، دولة ووحدة، ومواطنين، من إسرائيل وسلاحها، ورغم ذلك يخرج نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان ليقول معلقا على إسقاط طائرة الجيش اللبناني إن «مندسا يعمل لحساب إسرائيل أطلق الرصاص على الطائرة».

تعليق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لا يعني شيئا إلا التواطؤ مع حزب الله الإيراني ضد الدولة اللبنانية والجيش، وإلا أفلا يعلم الشيخ قبلان، خصوصا أن لا سر على الإطلاق في لبنان، بأن الحزب لم يطلق النار وحسب على الطائرة المروحية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا مرديا أحد طياريها قتيلا بعد أن أصابته الطلقة النارية في الرأس، بل إن المعلومات تشير إلى أن الحزب الإيراني أصر على استجواب الطيار المصاب الآخر قبل أن يسمح بإتمام عملية إسعافه!

جرائم حزب حسن نصر الله لا تنتهي، وواضحة للعيان، لكن المؤسف هو تواطؤ بعض القيادات مع الحزب ضد الدولة والجيش، وكلنا يذكر تصريحات الرئيس اللبناني السابق إميل لحود بحق الجيش وقدراته إبان حرب يوليو (تموز) 2006، والتي أطلقها من أجل الدفاع عن حزب الله الإيراني، قائلا إن الجيش ليس مؤهلا لمواجهة إسرائيل.

عندما نقول تواطؤا فلسبب بسيط وهو أن حزب الله ما هو إلا خلية إيرانية تعمل وفقا لتعليمات الولي الفقيه، لا من أجل مصلحة لبنان. ويكفي التذكير بالتصريحات الإيرانية الأخيرة التي تقول إن حلفاء إيران الشيعة في العالم العربي سيتولون الرد على أي عمل عسكري تتعرض له طهران، وسبق لحسن نصر الله أن فاخر بكونه فردا في حزب الولي الفقيه.

وبعد كل ذلك ما زال بعض اللبنانيين، ومن أجل الصراع على السلطة، يسلمون لبنان، واللبنانيين، قربانا لإيران وأطماعها في المنطقة، على الرغم من أن الحزب لم يدخر سلاحا إلا واستخدمه ضد لبنان، واللبنانيين، يوم احتلال بيروت، واليوم بالاعتداء على الجيش الذي كثيرا ما كان نصر الله يقول إنه رمز لوحدة لبنان.

لكن ما أكثر ما قال السيد، وما أكثر ما انقلب على ما قاله كما انقلب على بيروت في السابع من مايو (أيار)!

[email protected]