لماذا يهاجر الداعية بـ «بيت الرسول»؟!

TT

لست أدري لماذا أشغل نفسه الداعية غازي الشمري بالمسلسلات التركية، وهو يصور برنامجا دينيا كاملا في تركيا بعنوان «في بيت الرسول» صلى الله عليه وسلم، ولم أستطع أن أتفهم قوله: «أحببنا أن نصور في الأماكن الطبيعية الخلابة، وتعتبر هذه نقلة كبيرة للدعاة والمشايخ، لنظهر أننا قادرون على الوصول لأماكن أفضل من تلك التي صور فيها مسلسل لميس التركي».. فأنا لا أجد في تصوير عمله في تركيا أية نقلة كبيرة أو صغيرة يحث فيها المشايخ على الاقتداء به، فالبرامج الدينية ليست في حالة سباق مع المسلسلات التركية للوصول لأماكن طبيعية أفضل من التي تصلها المسلسلات، ولا أعتقد أن هذا الأمر من أولوياتها، فالزج بالبرامج الدينية في مقارنات من هذا النوع ينبغي أن لا تكون، ويخطئ الداعية الشمري إن ظن أن المتابعة غير المسبوقة لمسلسلي «نور» و«سنوات الضياع» تعود إلى المناظر الطبيعية التي حفل بها المسلسلان، فلتلك المتابعة الجماهيرية الكبيرة أسبابها ومغرياتها.

وكنت أتمنى من الداعية الشمري أن يصور برنامجه «في بيت الرسول» صلى الله عليه وسلم في نفس الأماكن والمناخات التي عاشها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في المدينتين المقدستين: مكة المكرمة والمدينة المنورة كغار حراء، وغار ثور، وقباء، وأحد، وغيرها من الأماكن التي لم تزل تحتفظ بعطر التاريخ النبوي ورائحة الزمن، أما مسؤولية إبراز المناطق الطبيعية الخلابة في تركيا فتلك ليست مسؤوليته، وقد استثمرتها تركيا بالصورة الجيدة في مسلسلاتها، حيث استطاعت أن تقفز بأعداد السياح العرب هذا العام إلى أعلى مستوياتها، فما صنعته قنوات (إم بي سي) بعرضها للمسلسلين «نور» و«سنوات الضياع» صب في مصلحة السياحة التركية بصورة لم تستطع أن تحققها كل برامج الدعاية التي قامت بها تركيا من قبل لتنشيط السياحة.

ولدعاتنا الأفاضل أقول: إن بين ربوع بلادنا مناطق ارتبطت بالتاريخ الإسلامي يتوق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لرؤيتها، ويمكن لدعاتنا استثمارها في برامجهم ومشروعاتهم التوعوية، وهي أكثر تأثيرا، وأعظم دلالة لطبيعة نشاطهم من كل مناظر الطبيعة الأخرى.

تلك سطور أردت أن أرفعها في وجه الكاميرات المهاجرة.

[email protected]