العلم نور .. ومهند .. ولميس!

TT

4 ملايين مشاهد في السعودية وحدها يتابعون بشغف وإصرار حثيث المسلسل التركي ذائع الصيت «نور»، ونفس الحظ ناله المسلسل التركي الآخر «سنوات الضياع». وما لقيه المسلسل من نجاح لا ينحصر في السعودية وحدها ولكنه تحول إلى حالة عربية «عامة»؛ فالنجاح كان له نفس الأثر في لبنان وسورية ومصر والأردن وغيرها من البلدان. المسلسل مدبلج من اللغة التركية إلى اللغة العربية أو تحديدا إلى اللهجة السورية (بل إن المحطة التي توزعه عربيا تصنفه داخليا على أنه مسلسل سوري)، على عكس المسلسلات السابقة كالمكسيكية والأمريكية واليابانية التي تمت دبلجتها سابقا إلى اللغة العربية الفصحى، ولقي رواجا لأنه كان «يقترب» من أحلام وطموحات العرب في مسائل كثيرة، فالأتراك يراهم العرب «قريبين» منهم ولكن حياتهم «أجمل» وشكلهم «مرتاح» أكثر وبلدهم «أرتب».. هكذا كانت أغلب التعليقات المبدئية على المسلسل وعلى أحداثه المتتالية.

الشيء اللافت أن «الطموح» في العيش الأفضل لم يعد محصورا في الحلم «الأوروبي» أو الحلم «الأمريكي» بالنسبة للمشاهد العربي، ولكن الترفيه التركي ولد حالة حالمة في الذهنية العربية جعله يتأمل ويقول في نفسه هل ممكن؟ حتى المتخصصون الأتراك المتمرسون في صناعة الإعلام والإنتاج التلفزيوني لم يتوقعوا أبدا أن ينال المسلسل التركي هذا الحظ والتوفيق والإقبال الهائل من المشاهد العربي، وهي المسألة التي انعكست اقتصاديا على قانون العرض والطلب الاقتصادي وأصبحت أسعار المسلسلات التركية المعروضة للبيع على شاشات التلفزيون العربية، مرتفعة للغاية وفي فترة وجيزة جدا.

صناعة السينما والتلفزيون التركية محدودة؛ فهي تروج بشكل أساسي في تركيا وألمانيا (حيث تقطن جالية تركية ضخمة) وبعض دول آسيا الوسطى التي بها مجاميع سكانية هائلة من أصول تركية، أما السوق العربية فكانت سوقا ومفاجأة غير متوقعة. يدرك الأتراك أن «المسلسل التركي» في العالم العربي هو موجة و«صرعة» محدودة الوقت وهم ينوون استغلال المسألة لأقصى درجة، فها هي العروض السياحية تقدم وتربط بمشاهد أماكن تصوير المسلسلات ولقاء أبطالها، وها هم أبطال المسلسلات يطوفون البلاد العربية ويحتلون أغلفة المجلات فيها ويقدمون أهم الحفلات والمناسبات المختلفة.

نجاح المسلسل التركي هو دليل بسيط على أن «الفرصة» و«الهروب» العربي مطلب ملح يستمر البحث عنه في أي مصدر وبأي طريقه، فالحال المحلي لا يسر ولا يطمئن، وعليه فلتستمر المشاهد الجذابة والوجوه الجميلة تأتي، ولتدبلج الأصوات ولتعرب الحوارات حتى يقتنع المشاهدون جميعا أن «لميس» و«نور» و«مهند» وغيرهم.. مننا وفينا.

[email protected]