من تحت رأس «مهند»!

TT

مظاهرات في مصر، وحالات طلاق في الأردن وتونس واليمن، وطرد ممرضة في السعودية.. كل هذا حدث ويحدث من تحت رأس مهند بطل المسلسل التركي الشهير «نور»!.. أتابع كل هذه الأخبار وغيرها، وأتحسر على حال الدراما العربية التي هزمت بالضربة القاضية في أول مواجهة لها مع الدراما التركية، فمنذ عشرات السنين لم يستطع مسلسل عربي أن يحدث الأثر الذي أحدثه المسلسلان التركيان: «نور» و«سنوات الضياع» رغم كثرة الفتاوى التي صدرت ضدهما.

كنت قد كتبت قبل نحو شهرين مقالا بعنوان «الغزو الرومانسي التركي»، تحدثت فيه عن أن المسلسل التركي «نور» يضرب على وتر سيكولوجية المرأة، فالمرأة أحادية العاطفة بفطرتها، وبالتالي فهي ترتاح كثيرا في مواجهة تعددية الرجل إلى الإنصات للبوح العاطفي الصادر من شريك حياتها لما يحمله لها من طمأنينة، وقد وجدت في المسلسل التركي بعض ما تتوق إليه من ذلك البوح وسط الجفاف العاطفي الذي تعيشه، والذي يصل إلى حد التصحر في بعض العلاقات الزوجية، وهذا سر نجاح الدراما التركية.

النجاح الذي حققته الدراما التركية قد يحرض المخرجين العرب على إعادة ترتيب أوراقهم من جديد لتلامس الاحتياجات النفسية للمتلقي العربي بعد رحلة التيه الفني التي عاشتها الدراما العربية على مدى عقود، فالمسلسل التركي لم يكتف بالعلاقة التقليدية بين بطلي المسلسل، بل قدم لنا حياة اجتماعية كاملة بكل ما احتوته من أنساق اجتماعية سائدة هناك، ورغم كل ذلك فأنا على قناعة بأن الدراما التركية لا تعبر عن واقعنا، ولا تتعامل مع مشكلات مجتمعنا، ولكن خلا لها الجو الفني العربي فباضت واصفرت.

هذه الهالة التي ارتبطت بمسلسلي «نور» و«سنوات الضياع» لم تفاجئنا فحسب، بل فاجأت حتى أبطال المسلسلين، الذين وجدوا أنفسهم أثناء زيارتهم إلى بعض الدول العربية وسط هذا الكم الكبير من حشود المعجبين، وانعكس ذلك على بعض وسائل الإعلام التركية استعلاء وغطرسة وغرورا، فقالوا عنا بأننا نتعلم من المسلسلات التركية كيف نلبس، وكيف نحب، وكيف نتعامل مع المرأة.

ومنك لله يا مهند.

[email protected]