ماذا بعد وصول المرأة السعودية إلى المرتبة الثالثة عالميا؟!

TT

كانت السمنة في الماضي تندرج ضمن معايير الجمال لدى الكثير من العرب، وكان الرجال يخلعون على زوجاتهم البدينات ـ إعجابا ـ مسميات تعبر عن الاستحسان مثل: بطة، و«وزة»، ومهلبية، لكن المزاج التاريخي لمعظم الرجال تحول تدريجيا إلى رشاقة المرأة وخفتها ونحافتها، فتسابق خبراء الرشاقة وغيرهم لإنقاص وزن المرأة لتقابل هذا التحول الذي حدث في المعايير الجمالية، كما اهتمت المرأة ذاتها بالرياضة للحفاظ على تناسق جسمها وفق النسق السائد حديثا، لكن المرأة السعودية، وهي امرأة عصرية تهتم بالصحة والموضة ومستجدات العصر حالت بعض التقاليد بينها وبين ممارسة الرياضة، حتى الأندية الرياضية النسائية الخاصة لم تسلم من وجود معارضين لها، ومتشككين في أغراضها وأهدافها، والنتيجة بحسب الدراسات مفجعة ومحزنة، ففي أحدث دراسة أجريت في السعودية بواسطة أستاذة التغذية بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة جميلة محمد هاشمي بلغت نسبة السمنة بين النساء السعوديات 39%، بينما يقدر الدكتور خالد الربيعان مدير مركز السكر في كلية الطب بجامعة الملك سعود نسبة السعوديات البدينات بأنها تصل إلى 70%.. هكذا تعددت النسب والحقيقة واحدة، وهي أن المرأة السعودية في خطر، ليس لأن مزاج «سي السيد» يريدها رشيقة، ولكن لما يمكن أن تسببه السمنة من أضرار على صحتها عبر احتمالات الإصابة بأمراض السكري والقلب والشرايين وغيرها.

ومطالبتنا بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية لممارسة الرياضة في المدارس والجامعات والأندية الخاصة لإبعاد هذه الأخطار المحدقة بها، لا صلة له بالمسابقات الدولية، ولا بأحلام كونداليزا رايس في أن ترى المرأة السعودية تشارك في دورة الألعاب الأولمبية مستقبلا، وتطلعها لذلك اليوم ـ كما تقول ـ بفارغ الصبر، وليست ردة فعل على الحملة الغربية علينا حول معوقات رياضة المرأة في بلادنا، فمسألة رياضة المرأة في إطار قيمنا ضرورة حياتية ينبغي النظر إليها بقدر من الواقعية بعيدا عن الضغوطات الخارجية، أو القراءات التشكيكية الداخلية.

فمن أجل المرأة ذاتها، ومن أجل صحتها وسلامتها وسعادتها أجد أننا في حاجة لإعادة تقويم موقفنا من رياضة المرأة السعودية بعد أن احتلت المرتبة الثالثة عالميا في نسبة السمنة، فترهل نصف المجتمع ستمتد آثاره على كل المجتمع.. وحسبنا الله.

[email protected]