أمجاد يا عرب أمجاد!

TT

لو اتجه الفيلسوف الإغريقي ديوجانس بمصباحه الذي أضاء نهاراً بحثاً عن إنسان شريف إلى العالم العربي لحاصرته الأناشيد من المحيط إلى الخليج: أمجاد يا عرب أمجاد!

فلا هذه إجابة عن السؤال ولا دعوة بالإجابة ولا تهديد بالإطاحة بالفيلسوف ولا نداء بتأميم صناعة المصابيح حتى لا يكون هو حامل المصباح الوحيد الذي بحث عن الشرف والصدق والأمانة بين الناس.

ولذلك ظهر بيننا مصباح آخر اسمه (مصباح علاء الدين). وهي قصة أضافها المستشرق الفرنسي جالان إلى ما كان يسمى (ألف ليلة). وأصلها صيني. ويقال إن ساحراً مغربياً ذهب إلى الصين وعرف أن هناك مصباحاً سحرياً في أحد الكهوف. ومثل هذه الأشياء النادرة يجب أن تلقي إليها بطفل.. والطفل هو الذي يأتي بالمصباح. وجاء الطفل وكان اسمه علاء الدين وألقى الطفل وهرب الساحر المغربي بالمصباح ولكنه نسي أنه أعطى لعلاء الدين خاتماً إذا ضغط عليه ظهر له عفريت يقول له: شبيك لبيك.. عبدك بين ايديك. وطبيعي أن يطلب المصباح والخروج من السجن والزواج من الأميرة بدر البدور وأن يكون أغنى الناس. واحتال الساحر المغربي على بدر البدور وسرق المصباح ولكن الخاتم أعاده إلى صاحبه..

ولا يزال هذا المصباح حلم العرب. وأكبر دليل على ذلك أننا حتى اليوم نقيم مسلسلات ألف ليلة وليلة التي هي خرافة.. مع أن الذي حولنا وفي أيدينا أروع من الخرافة: الراديو والتليفزيون وسفن الفضاء والعلم أقوى من الخرافة. والقرآن الكريم ضرب لنا مثلا رائعا عندما طلب سليمان من العفاريت أن يأتوا له بعرش بلقيس ليراه. «قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك...».

صاحب العلم أقوى من العفريت. ولكننا ـ لجهلنا وكسلنا وبلادتنا وخمولنا وتواكلنا ـ ما زلنا نعتمد على الجن وعلى أن يحلم كل إنسان بمصباح علاء الدين، فإن لم نجد المصباح نحلم بخاتم سليمان!