وجاء الرجل الذي أضاء الدنيا!

TT

وظهر في أمريكا رجل ضخم لم يتعلم في أية مدرسة ولم يسمع لا عن مصباح ديوجين ولا مصباح علاء الدين. ولكنه في داخله قوة هائلة.. إنه يتفجر فكراً وإبداعاً.. لماذا؟ هو لا يعرف. ولما وصفوه بأنه عبقري، ضحك وقال: أبداً.. كل ما عندي صحة جيدة وإصرار على شيء في دماغي.. وكل هذه العظمة ليست إلا 1 في المائة أرق والباقي عرق. وبس!

إن المخترع الأمريكي أديسون.. أول من طبع ووزع صحيفة أسبوعية في قطار. ثم اتجه إلى الطباعة والرسم والميكانيكا والمواصلات والتليفزيون والأسطوانات المسجلة. يعنى إيه؟ يعنى أن كل ما يقع في يده يجب أن يغيره ويطوره ويبيعه في الأسواق. في الأربعين سنة من عمره ابتدع 1250 اختراعا، أي اختراعا كل 11 يوماً!

وكان عنده إحساس بأن في داخله ألف مفكر وضعف هذا العدد من العمال والمهندسين والتجار.. وأنه لا يتوقف عن الإبداع، وهم عاجزون تماماً عن اللحاق به. تزوج أكثر من مرة وله أكثر من ولد وبنت، ولا يعرفهم، فهم من صنعه ـ ولكنهم إنتاج مشترك ـ وليسوا من إنتاجه وحده. ولذلك يرى أن الإنجاب ليس إبداعاً، فأنت والحيوان والحشرات في ذلك سواء!

وأديسون (1847 ـ 1931) هو من أعظم المخترعين في التاريخ؛ فهو أميركي هولندي الأصل ضخم الجثة يأكل بكثرة ويشرب بكثرة وينام طويلا ويعمل كثيرا. ولا فرق عنده بين أن ينام واقفاً وأن يأكل نائماً، وأن يرى كل يوم طفلا يقولون له هذا ولدك.. وينسى أن يقبله!

وفى سنة 1929 احتفلت أمريكا بمرور خمسين عاماً على اختراعه «المصباح المضيء» وأقاموا له تمثالا جعلوا تحت قدميه نموذجاً لهذا المصباح الذي ألغى الليل وأطال نهارنا وساعات عملنا.

وفي ضوء مصباح أديسون تطورت الحضارة الإنسانية وانتعشت الحياة وتوارت الخرافة. ولم يعد البحث عن إنسان شريف هو القضية وإنما البحث عن الطريق إلى المستقبل.. عن التطور حولنا وفينا!