ابحث عن راحتك في أي مكان!

TT

لا أعرف كم عدد المرات التي زرت فيها العاصمة النمساوية ولكني لا أشعر بالملل.. فالجمال والجميل والفن يقضي على الملل والقرف والزهق.. إنني أمشي في نفس الشوارع. وأقف أمام نفس التماثيل وأصافح الوجوه والأيدي المصرية المكافحة في الشوارع وبين السيارات وفي المترو تحت الأرض تبيع الصحف وأبو فروة والسجق.. ثم إنهم يضحكون وأولاد بلد..

وفي كل مرة أسافر إلى المدينة الجميلة أو مدينة الجمال والجلال والموسيقى وعبادة كل ما هو فرعوني اكتشف شيئاً جديداً.. أو أعرف شخصية لم أكن قد عرفتها.. وأجد أن المتعة في الجديد ومع الجديد هي المكافأة السخية التي استحقها والتي تغريني بأن أعود إلى فيينا.. وحياتك لا شيء في هذه الدنيا يساوي وجع القلب والدماغ الذي نعانيه، فإن وجدت فرصة للراحة في أي مكان فلا تتردد.. وإن وجدت مناسبة للنسيان فلا تتردد سواء في فيينا أو في لندن أو في باريس أو في الغردقة أو شرم الشيخ أو تحت شجرة.. فأنت وحدك يجب أن تبحث لنفسك بنفسك عن بقعة في الأرض أو ثقب في الحائط تجيء منه الراحة والضوء.. وإذا لم تفعل، فلن يتبرع أحد بذلك صدقني..

تريد مني نصيحة جاءت متأخرة جداً؛ لا تتعجل أي شيء.. حاول أن تدوس فرامل على كل شيء في حياتك اليومية.. فلا ضرورة للاستعجال، أنت مهم جداً لنفسك مهم قليلا للناس.. أو لا أهمية لك ولكن أنت أهم إنسان في حياتك. فحاول أن تأكل على مهل وتشرب على مهل.. وتمضغ على مهل.. والباقي سوف تقوم به الغدد في جسمك. قد لا تجد لهذا الكلام معنى. ممكن.. ولكن سوف تتذكره حتماً عندما تتقدم بك السن وعندما تهتز الصحة والفلوس والوقت، فالذي يتعجل كل شيء فإنه يعيش عمره أو نصف عمره.. أما الذي يتمهل فهو الذي يعيش العمر الواحد مرتين وثلاثاً.. صدقني..

وفي عالم الحيوان نجد أن أكثر الحيوانات بطئاً وأقلها حركة هي أطول عمراً!