مغامرة في وادي الملوك (8)

TT

 عندما التقيت بالفرعون الذهبى «توت عنخ آمون» للمرة الأولى فى يناير 2005 لم أكن أتصور أن هذا اللقاء سوف يجعلني أهتم بهذا الملك اهتماماً خاصاً محاولاً إلقاء المزيد من الضوء على حياته ومماته.. وللأسف هناك بعض الأثريين من حزب أعداء النجاح، هؤلاء لم يفعلوا شيئاً في حياتهم سوى تدبير المكائد لكل من يعمل. فما أن علموا بإعدادي لمشروع دراسة مومياء الملك بأحدث التقنيات العلمية الحديثة وباستخدام أجهزة الـCt-Scan حتى هبوا مهاجمين هذا المشروع، على الرغم من أن مومياء الملك خضعت لدراسات عديدة باستخدام أشعة إكس وعلى أيدي علماء أجانب ولم نر أحدا من هؤلاء يهاجم أو يعترض. فهل المشكلة لا تزال في عقدة الخواجة، حيث نساعد ونحترم عمل الأجنبي دون المصري؟! ربما! أو ربما هو الحقد والحسد ممن يفتقدون القدرة على العمل والنجاح. المهم ان دراساتنا على مومياء الملك «توت عنخ آمون» أثبتت وبالأدلة العلمية أنه مات وهو في سن التاسعة عشرة، وأنه لم يقتل كما أكد ذلك الخبراء الأجانب لأن الفتحة التي كانت موجودة خلف الرأس لم تكن بسبب ضربة فأس ولكن قام المحنطون بفتحها لكي تستعمل لوضع السوائل الخاصة بالتحنيط. وكانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لنا هو الحالة التي وجدت عليها المومياء داخل مقبرة الملك حيث وجدت مفتتة إلى حوالي 18 قطعة؛ وذلك بسبب قيام هيوارد كارتر مكتشف المقبرة بفتح التابوت بعد حوالي ثلاث سنوات من اكتشاف المقبرة ووجد أن القناع الذهبي ملتصق بالصدر والوجه وحاول أن يزيل القناع ووجد أن مادة الراتنج الأسود جعلت القناع ملتصقاً تماماً بالجسم ولم تفلح محاولاته لنزع القناع دون تلف المومياء، حيث عرض المومياء للشمس لمدة شهر على أمل أن تذاب الراتنجات ويسهل تخليص المومياء والقناع من التابوت الداخلي، وبعد أن أعيته الحيلة نقل المومياء إلى مقبرة «سيتي الثاني» وقام باستخدام السكاكين والأدوات الحادة بعد تسخينها على النار ونزع بالقوة القناع الذهبي وخلص المومياء من قاع التابوت ولذلك تفتت المومياء، ولم يحاول كارتر أن ينقل المومياء إلى المتحف المصري ربما لكي لا يكتشف أحد ما فعله بالمومياء، على الرغم من أنه قام بنقل كل المومياوات الموجودة بوادي الملوك المعروف أسماء أصحابها إلى المتحف المصري، وترك المومياوات غير المعروف اسم أصحابها داخل المقابر.. وقد وجدت ضرورة الحفاظ على هذه المومياء لأن وضعها داخل التابوت يعرضها للتلف وخاصة لدخول الهواء داخل التابوت وتغير درجات الحرارة والرطوبة داخل مقبرة الملك، أضف إلى ذلك الغبار الذي ينتج عن الزائرين وعدم وجود المومياء في مكان أمن بعيد عن الميكروبات أو حتى الحشرات؛ ولذلك وبالتعاون مع جهات علمية رفيعة تم تصنيع فاترينة خاصة للمومياء لا تسمح بدخول الهواء وخالية من الأوكسجين ولذلك لن تجد أي نوع من الحياة داخل الفاترينة فلا وجود للميكروبات أو للحشرات وقام الفريق المصري بنقل المومياء إلى داخل الفاترينة بالمقبرة بعد أن تمت معالجة المومياء ووضعها في لفائف جديدة من الكتان معقمة وتربيط أجزاء المومياء إلى بعضها البعض وترك الوجه فقط دون غطاء. وعلى الرغم من إنقاذ مومياء الملك وبأسلوب علمي وجدنا من يهاجمنا دون إعطاء أي سبب وجيه يمكن مناقشته. خطورة هؤلاء أنهم يقفون في وجه أي تقدم وللأسف يجدون من يساعدهم في نشر سمومهم بين الناس بدعوة حرية الرأي، وفي النهاية سيبقى العمل الجيد. أما الكلام المرسل والاعتراض لمجرد الاعتراض فسيذهب أدراج الرياح، ولن يذكره التاريخ...