الخبرة هي المكسب

TT

تسنى لي أن أكدس خبرة كبيرة في عالم الأسهم. ولكن طبعا كان ثمنها كل ما اشتريت وما اكتريت. ودائما، دون خلل، كانت المسؤولية مسؤوليتي وحدي. أنا الذي اسأل عن حركة الأسهم، وأنا الذي يتابع وأنا الذي يصدق وأنا من يدفع.

أخيرا قلت في نفسي، أو بالأحرى لنفسي، إن من الأفضل أن أنسى ما خسرت وإن الطريقة الوحيدة لكي أعوض هي بالكف عن مداعبة الهر. وفعلا عملت بنصيحتي وصرفت النظر عن متابعة أسواق العالم وتركتها تربح وتخسر دون أي تدخل شخصي من قبلنا.

استمرت هذه الحالة السعيدة إلى أن اتصل بي زميل عزيز من القاهرة. وقال لي في صوت شبه هامس: «عاوز تعمل ثروة والا تبقى زي حالك». ولم أجب على الفور، فأكمل: «عندي لك حتة تعليمة ما يحصلش زيها أبدا. حتة سهم حيفرقع الدنيا». أيضا لم أجب. فأكمل: «عارف شركة طلعت مصطفى؟ دي مشاريعها هاتملى مصر. وهاتروح السعودية والخليج كمان. بقولك إيه. بيع اللي عندك واشتري أسهم طلعت مصطفى».

لم أجب. أغلقت التليفون واتصلت بالمصرف الذي أتعامل معه، وطلبت الشخص المسؤول وقلت له بصوت ينضح ثقة: «بع ما بقي عندي من أسهم واشتر طلعت مصطفى». ورد علي بلهجة المصرفي المحافظ «مش أفضل نبيع النصف ونترك النصف». قلت، أبدا. كل ما عندي يعني كل ما عندي.

بعد مقتل الفنانة سوزان تميم على ذلك النحو المقزز ورد اسم الثري المصري هشام طلعت في القضية. وكنت في جلسة مع أصدقاء عندما قال صديق إن أسهم الرجل في البورصة سوف تتأثر. فقلت في نفسي، أنا مالي ومال هشام طلعت؟ أنا احمل أسهم طلعت مصطفى.

وقبل يومين اتصل بي موظف البنك وقال عاتبا ومؤنبا: ألم اقل لك بع النصف واترك النصف؟ وفهمت منه أن هشام طلعت هو نفسه طلعت مصطفى وأنني خسرت النصف الأول والنصف الثاني. الحكمة من القصة: تأكد من أن صاحب الأسهم ليس عاشقا.