نور تخلع «باب الحارة»!

TT

حطم المسلسل التركي «نور» الأرقام القياسية في عدد مشاهديه، إذ بلغ عدد الذين شاهدوا نهائي المسلسل بحسب أحد الاستطلاعات 85 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يليه المسلسل التركي الآخر «سنوات الضياع» بمجموع 67 مليون مشاهد، وهذه الأرقام غير مسبوقة على الإطلاق من أي عمل درامي آخر عرض على شاشات التلفزيون في العالم العربي من قبل.. وجاءت هذه النتائج لتعمق من جراح الدراما العربية.

ونجاح المسلسلين التركيين «نور» و«سنوات الضياع» يوشك أن يخلع «باب الحارة»، المسلسل الذي تفرد على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بقدر كبير من الجماهيرية، فـ«باب الحارة» وسط مسلسلات التهريج التي تتقيأها القنوات الفضائية العربية خلال هذا الشهر الكريم يعتبر أكثرها احتراما للمشاهد العربي، وأبرعها إتقانا للحبكة الدرامية، لكن يبدو أن قناة (إم بي سي)، التي تبث المسلسل حصريا في نشوة النجاحات التي تحققت لها عبر المسلسلين التركيين: «نور» و«سنوات الضياع» قررت خلع أو تضييق «باب الحارة»، فلم يحظ كغيره من المسلسلات التي تقدمها القناة بالإعادة ليلا، الأمر الذي حرم الملايين من متابعي المسلسل في جزئيه الأول والثاني فرصة مشاهدته هذا العام، رغم يقيني بأنه أفضل الأعمال الدرامية التي تقدمها القناة خلال هذا الشهر، وهو في تقديري درة الأعمال الدرامية العربية، التي يفترض أن نعتز بها في مواجهة الدراما التركية.

واستحضر هنا في الذهن الرسالة التي وجهها رئيس مجلس إدارة مركز تلفزيون الشرق الأوسط وليد آل إبراهيم إلى المنتجين الخليجيين والعرب بأن (إم بي سي) ستبادر إلى إعطاء المشاهد بدائل عن الدراما العربية إذا لم يرشدوا أسعار مسلسلاتهم، وكنت أتمنى أن لا تقتصر الرسالة على ترشيد الأسعار فحسب، بل تمتد إلى المطالبة بترشيد وتطوير أفكار المسلسلات أيضا، وأنا أخشى أن تكون المرحلة الدرامية القادمة تركية بامتياز، رغم يقيني بأن المسلسلات التركية لا يمكن أن تكون البديل، فهي غريبة عن قضايانا وهمومنا، إذا ما وضعنا في الاعتبار أن وظيفة الدراما ليست ترفيهية بحتة، وأن لها أغراضها وأهدافها الثقافية والأخلاقية والاجتماعية..

والسؤال الذي يفرض نفسه بعيدا عن «تتريك» المشاهد العربي: كيف يمكن النهوض بالدراما العربية وإخراجها من إشكاليات التكرار، والتهريج، والصراخ، و«الإيحاءات الهابطة» إلى آفاق الدراما الحديثة الواعدة؟!

[email protected]