وكان فاروق أتعسهم جميعاً! (2ـ 4)

TT

وفي كتاب الأغاني نرى عشيقات الشعراء والأمراء والخلفاء لا حرج في ذكر أسمائهن. ومن أين أتوا بهن وبكم باعوا واشتروا هذا الطراز من الفتيات الجميلات الراقصات في ليالي بغداد ودمشق. وهن يختلفن عن حريم السلطان الذي يضم المئات من النساء فلا فن ولا غناء ولا رقص ولا شعر..

وكان للزعماء والرؤساء غراميات. ولكن أحدا ًلا يدري بها فلا بد أن يكون الزعيم أتاتورك كثير العلاقات لأنه مات مريضاً بالزهري.

ولا عرفنا ماذا فعل الكثير من العرب. اللهم إلا الملك فاروق الذي نسبت إليه الصحافة الكثير من الغراميات.. وقد كنت قريباً جداً من الملكة فريدة ومن الملكة ناريمان ومن الفنانة كاميليا ومن الراقصة سامية جمال ومن تحية كاريوكا وسألت وأيقنت أنها مبالغات.

فمثلا سامية جمال سألتها: فأقسمت على المصحف أنه لم يكن لها علاقة بالملك. وسألت الفنانة كاميليا فأنكرت. وأكد لي طبيب قريبي كان يعالج كاميليا إنها كانت غير قادرة على أية علاقة جنسية ومن سنوات طويلة لأسباب طبية.

وكانت الملكتان فريدة وناريمان يدافعان عن فاروق بشدة. وأذكر أن الملكة ناريمان كانت مدعوة لتناول الشاي عندنا وتصادف أن نشرت أنا في مجلة «أكتوبر» التي كنت أرأس تحريرها عن إحدى عشيقات فاروق فاعتذرت عن عدم الحضور غاضبة منا حتى ماتت!

وغضبت أيضاً الملكة فريدة وعاتبتني بشدة. ولما ذهبت إلى روما لأقابل آخر صديقات الملك فاروق قالت لي إنه مات من كثرة الأكل، وكانت المخابرات المصرية قد أدعت أنها هي التي قتلته، ولا خوف منه على مصر فقد كان وحيداً حياً وميتاً.