في مواجهة أعداء الرسول

TT

يبدو أن قضية العداء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تتخذ اليوم أشكالا عدة في العالم الغربي، فبعد الرسوم المسيئة يأتي اليوم من يزعم عدم توافر دليل تاريخي يثبت وجود النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن القرآن الكريم ثابت، وهذا القول الفج، اللاعاقل ما كان ليستحق الاهتمام، لولا أنه أتي هذه المرة من أستاذ للعلوم الإسلامية يدير مركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة «مونستر» شمال ألمانيا، يدعى سفين محمد كاليش، تسانده في ذلك الادعاء البروفسورة جودرن كريمر، التي تقوم بتدريس العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة.. وهذا الزعم يكشف مدى المراوغة اللاعلمية التي يمارسها بعض من نصبوا أنفسهم أساتذة للعلوم الإسلامية في بعض الجامعات الغربية، وهم قد يحملون في دواخلهم مواقف مسبقة معادية للإسلام تحول بينهم وبين إدراك الحقائق.

ولست هنا في مجال إثبات وجود الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيقينية هذا الأمر يقر بها حتى الكثير من الجاحدين بينهم وبين أنفسهم، فالعرب من أبرز أمم الأرض اهتماما بعلم الأنساب وتوثيقه وتوريثه، وقد حظت حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه بالقدر الأكبر من الاهتمام، فضلا عن المنهجية العلمية الفريدة التي اتبعها العلماء المسلمون في رواية الحديث الشريف وإرجاعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن الأحداث التاريخية التي ارتبطت بسيرة الرسول العظيم، والفتوحات التي تلت بعد ذلك، والتحولات الدينية الكبرى التي حدثت في بلاد فارس ومصر والشام وغيرها، جميعها شواهد حية تبطل المزاعم التي تشدق بها كاليش.

وكم أتمنى أن تكون ردة الفعل الإسلامية على حالة العداء والإساءة، بالمزيد من الاهتمام بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أحسنت قناة «العربية» صنعا بتقديمها خلال هذا الشهر الكريم سلسلة «السيرة النبوية»، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تصوير الأماكن التي احتضنت الرسول الكريم أو مر بها كغار حراء، وبيت خديجة رضي الله عنها، والمكان الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وصخرة دعاء النبي، والبستان الذي لجأ إليه في الطائف، وغيرها من الأماكن التاريخية البارزة، فمن أوجب الواجبات علينا إبراز هذه السيرة، والعناية بها، وتقديمها للناشئة لتعميق معرفتهم بسيرته صلى الله عليه وسلم، وصفاته، وخلقه العظيم، ولتكن عونا لهم في مواجهة أصوات التشكيك والنكران والإساءة.

[email protected]