في باب المقارنات

TT

يقارن الكاتب الفرنسي فيليب لابرو بين جون ماكين وبراك اوباما على الطريقة الاميركية في الاستعانة بالحيوانات (الفيل والحمار كشعارين للحزبين) فيقول ان اوباما ظبي وماكين كلب شرس. اوباما هو العجل الضعيف التائه، او «الخارج» كما كان رعاة البقر يسمونه، وماكين ابن المؤسسة. لم يسبق للاميركيين ان شهدوا منافسة بين مرشحين مختلفين الى هذا الحد.

اوباما اشبه بسيارة «مازيراتي» في واجهة، وماكين شاحنة فورد مغطاة بالوحل آتية من اريزونا. الاول طويل القامة انيق وليّن، يشبه لاعبي كرة السلة. هجين الولادة، اسود البشرة، لكن بوش الأب والابن مهدا له الطريق عبر تعيين كولن باول وكوندوليزا رايس. ماكين ربعي القامة «عنيد كأنه مكبل بمشد غير مرئي، اصابعه قاسية وجسده مليء بالاورام. الخشونة هي الوصف الدقيق لهذا المحارب القديم في مجلس الشيوخ، الرجل الذي عرف بتوجيه الاهانات الساخرة سريعا ثم الاعتذار عنها بسرعة ايضا. صوته أخن ووجهه نافذة على ماضيه والعمليات الجراحية التي خضع لها ومغامرته كطيار اسقطت طائرته وهشم جسمه. كاد يعدم على ايدي الفيتناميين الشماليين الذين نحروه بحرباتهم بعد فقدانه الوعي اثر سقوط طائرته. يتصرف دائماً كرجل نجا من الموت. أمضى 5 سنوات في السجن والتعذيب ولذلك يعتبر كل محنة أخرى مجرد دعابة. أمضى 28 عاماً في مجلس الشيوخ يعارض ويناقر. وكان الطفل المدلل للصحافة الى ان اختطف منه أوباما هذا الموقع».

تجاوز المرشح الابيض الثانية والسبعين ولم يكمل المرشح الاسمر السابعة والاربعين بعد. المثل الاميركي يقول ان اجمل ما في الرجل هو المرأة التي تمسك بذراعه. وتمسك بذراع اوباما صبية سمراء مشبقة القامة، عريضة الابتسامة. والى جانب ماكين سيدة شقراء حسنة الملامح ولكن حقبة واضحة تفصلها عن ملامح الصبا وحيويته.

يذكر براك اوباما الاميركيين بالنجم المنحوت لاقامة سيدني بواتييه الذي مثل دور اول اسمر تعشقه بيضاء (بعد عطيل) في فيلم «احزر من جاء الى العشاء». يومها كان صعباً على افرو اميركي متخرج من هارفارد ان يدخل الى منزل محام ابيض. الآن يستعد شبيهه للدخول الى البيت الابيض.