الجامعة وانتخاب رئيس لفلسطين

TT

كما يخشى أعلن خالد مشعل، زعيم حماس في دمشق، رفضه تمديد رئاسة محمود عباس عاما آخر، رغم ان المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث تشكل حماس الغالبية، سبق ان قرر التمديد. أيضا اعلن مشعل تحديه لمشروع إرسال قوات عربية الى غزة، بحجة ان عليهم إرسال قوات لمحاربة اسرائيل، متناسيا ان حماس نفسها لم تقاتل اسرائيل منذ ان حكمت غزة. وزراء الخارجية العرب في اجتماعات متواصلة يريدون استباق أزمة التاسع من يناير المقبل، عندما يحين الموعد الأصلي لنهاية رئاسة ابو مازن، فتصبح فلسطين مهددة بفراغ وبالتالي انهيار سلم القيادة. والحقيقة ان الجامعة العربية هذه المرة تلعب دورا في غاية الأهمية لتجنيب الفلسطينيين مخاطر الفراغ بوضع حد للانشقاق.

ردا على مشعل نقول له إن الجامعة العربية في ظل الانقسام هي الوصي الشرعي. ولها سوابق تعطيها هذا الحق، فهي التي حسمت المرجعية الفلسطينية عندما قررت قبل ثلاثة عقود نقل السلطة من مصر والأردن الى منظمة التحرير الفلسطينية. وهي التي اعتمدت مشروع السلطة الفلسطينية بعد العودة من تونس ونقلته الى كل المحافل الدولية، كما انها التي وحّدت الفلسطينيين بمصادقتها على رئاسة عباس بعد انقلاب حماس. الآن بنهاية رئاسته سيهدد الفراغ الفلسطينيين، خاصة بعد تصريحات مشعل الأخيرة، بأن لا شرعية لابو مازن بعد التاسع من يناير. كان يمكن تجنب الإشكال لو قبلت حماس برئاسة ابو مازن سنة أخرى، على أمل ان تعطي السنة الاضافية فرصة للجميع لان يتوصلوا الى مصالحة تهيئ لانتخابات مشتركة للرئيس والمجلس التشريعي، فيحافظ الفلسطينيون، حتى وإن اختلفوا، على الأقل على صيغة الحكم التي أقروها شعبيا من قبل. بكل أسف قادة حماس يريدون تعظيم الأزمة رغم شرعية تمديد ابو مازن لحكمه سنة واحدة، والجميع يعلم أن ابو مازن ليس متحمسا لأن يبقى يوما واحدا إضافيا، لهذا لا يجادل الرجل حول حقه في السنة الإضافية.

إن قرارا على ورقة من الجامعة العربية، في نظري، اهم من اكبر قوة عسكرية. وأكرر ما سبق ان كتبته عن ان فكرة ارسال القوات الى غزة جيدة لكنها غير عملية، فحماس ستقاتلها، وهي التي سبق ان قاتلت فتح من أجل الاستيلاء على غزة. ايضا حماس أرسلت قبل يومين للمجتمعين في القاهرة رسالة واضحة بانها ستقاتل من ينافسها حتى لو كان من اتباعها، حيث قتلت 11 فردا بينهم رضيع في هجوم على منزل جماعة اسلامية منافسة.

الجامعة تملك ختم الشرعية، به تستطيع تتويج أي فائز في الانتخابات أو رفضه. ومن ستقول الجامعة إنه رئيس فلسطين سيعتبره العالم رئيسا بغض النظر عن رأي أي فريق فلسطيني، أو دول عربية معارضة، أو حتى السلطات الاسرائيلية. ومن المرجح ان ترفض حماس السماح للترشح والاقتراع في غزة، هنا ستكون نتائج الضفة الغربية كافية. في المقابل على الجامعة ان تفرض على فتح في الضفة السماح لمن شاء من الفلسطينيين، بمن فيهم اتباع حماس، بالترشح واعتماد من يفوز. هذه قوة الجامعة العربية، أعظم من اي قوة عسكرية عربية ترسل الى غزة. ربما ستشكك حماس في النتائج، وستكون ضعيفة الحجة لأنها منعت الانتخاب في القطاع. فحماس ضعيفة منذ ان استولت على كل القطاع، فهي لا ترضي أتباعها لأنها لا تقاتل اسرائيل، وتغضب البقية لأنها لم تصالح فتح.

المهم، ألا يحين التاسع من يناير والعالم العربي يتفرج على سقوط النظام الفلسطيني. فاسرائيل، التي تحمي فلسطين المقسومة شرقية وغربية، ستكون اكثر سعادة لو سقط نظام الرئاسة نهائيا.

[email protected]