مغامرة في وادي الملوك (9)

TT

لم أكن أتصور أن هيوارد كارتر مكتشف مقبرة «توت عنخ آمون» لم ينقل كل الآثار التى عثر عليها داخل مقبرة الملك «توت» إلى المتحف المصرى ومن المعروف أنه قد كشف 5398 قطعة أثرية وقد سجل منها حوالي 4500 قطعة موجودة بالمتحف المصري وترك بعض هذه القطع بوادي الملوك.. وقد تصادف أن دخلت الحجرة التي يطلق عليها اسم «حجرة الكنز» داخل المقبرة وهذه الحجرة عثر داخلها كارتر على تمثال «أنوبيس» الشهير الذي يصوره بهيئة ابن آدم رابضاً على مقصورته الذهبية، وقد لون جسد «أنوبيس» باللون الأسود البراق.. وعندما دخلت حجرة الكنز وجدت أن هيوارد كارتر قد ترك ثلاثة أقفاص من جريد النخيل داخلهم العديد من القطع الجيرية وعندما قمت بفحصها وجدت أن بعضها يحمل اسم الملك «توت عنخ آتون» وهو اسم الملك «توت» عندما كان يعيش مع أبيه «إخناتون» بتل العمارنة، والبعض الآخر عليه اسم الملك «توت عنخ آمون» وهو اسمه بعد أن هاجر من العمارنة إلى الأقصر وأصبح موالياً لكهنة «آمون» ولذلك كان لزاماً عليه أن يغير اسمه من «آتون» إلى «آمون» كما وجدنا أيضاً خاتم الجبانة الذي يتكون من الأقواس التسعة يمثلهم تسعة أشخاص أجانب راكعين ومقيدي الأيدى من الخلف وهم يمثلون أعداء مصر التقليديين بالإضافة إلى «أنوبيس» حارس الجبانة وكان هذا هو ختم بوليس الجبانة أي أننا وجدنا أن كارتر قام بحفظ كل الأختام التي عثر عليها داخل المقبرة وتركها بالداخل ولم يحاول أحد نقلها..

وعندما استمر البحث عن قطع أخرى خاصة بالملك الذهبي وجدنا أن هناك أوانى كبيرة ما زالت مغلقة لم تفتح منذ أيام الملك الذهبي «توت عنخ آمون» وبعض النواويس الخشبية التى كان يحفظ بها تماثيله وهو ممثل كملك للوجه البحرى بالتاج الأحمر، وأخرى كملك على الوجه القبلي بالتاج الأبيض، وهما المملكتان اللتان كانت مصر تتكون منهما في عصورها القديمة (الصعيد والدلتا). كما عثرت أيضاً على سلال من البوص مليئة بثمار الدوم والنبق وهناك أيضاً أوان من الفخار لها سدادات (أغطية) من الطمي وقد ختمت بأسماء الملك ومنها من يحمل اسم «آتون» وآخرى تحمل اسم «آمون».

أما المفاجأة فكانت العثور على الصحف الخاصة بـ هيوارد كارتر ومنها الـ London Times والتي كانت تكتب عن الاكتشافات اليومية التي يقوم بها كارتر وقد خاصها اللورد كارنانفون بحق نشر أخبار الكشف الجديد عن مقبرة الملك «توت» دون باقي الصحف الأخرى التي تفرغت للكتابة عن لعنة الفراعنة وعن اختلاق العديد من القصص عن لعنة الملك «توت» ومعظمها كان عبارة عن مصادفات وبعضها لم يحدث من الأساس.

ومن الأشياء الجميلة هو عثورنا على المولد الكهربائي الضخم الذي اشتراه كارتر على نفقته الخاصة لكي ينير وادي الملوك ليلاً ولا تزال هذه الماكينة الفريدة موجودة بالوادي حتى الآن في المقبرة غير المنتهية لـ«رمسيس العاشر». هذا بالإضافة إلى أن استراحة كارتر والموجودة غير بعيدة عن مدخل الوادي لا تزال بحالتها القديمة مما جعلني أفكر في تحويلها إلى متحف يحكي القصص المثيرة عن الملك الذهبي «توت عنخ آمون»...

www.guardians.net/hawass