إهرب بجلدك من الجامعة

TT

وبعض الفلاسفة وجدوا صعوبة في تفسير بعض القضايا الخطيرة ولذلك نجد أن الفلاسفة الوجوديين الألمان والفرنسيين، والمصريين أيضاً، قد استبعدوا التفكير في: الله والكون والروح، لا لأنها لا تستحق التفكير، وإنما لاستحالة التفكير فيها، ولذلك فإن الدين والإيمان هما اللذان يكملان هذا النقص.

فهناك فلاسفة وجوديون مسيحيون مثل: الفيلسوف الفرنسي مارسيل والفيلسوف الروسي برديائف والفيلسوف الدنمركي كيركجور والفيلسوف المسلم عبد الرحمن بدوي.

وهناك فلاسفة وجوديون ملحدون مثل الفيلسوف الألماني هيدجر والفيلسوف الفرنسي سارتر: والفيلسوف الإسباني اونامونو والفيلسوف الإيطالي ابانياون وهم ملحدون لأنهم عجزوا عن الكلام عن الله ونشأة الكون ونهاية الكون وعن الروح..

ولكنهم جميعاً مبدعون. فقد أضافوا جديداً إلى الفكر السابق عليهم. وأنهم استخدموا أساليب غير تقليدية في توضيح ذلك، فالفيلسوف سارتر شاعر روائي ومسرحي وكاتب قصة قصيرة وقد أبدع في هذه الأشكال الأدبية..

وأستاذنا في الفلسفة عبد الرحمن بدوي كانت له رواية واحدة وله قصائد شعرية، ولكنه كان متوسط القيمة الأدبية في الرواية والشعر، وكان من الممكن أن يأتي بأحسن من ذلك لو تفرغ، ولكنه تشتت في قضايا وموضوعات أخرى لأسباب نفسية، وربما لأسباب مادية أيضاً، وكانت الظروف أقسى وأقوى!

ولعبد الرحمن بدوي دراسة بديعة عن العبقرية والموت والجنون من وجهة نظر الفلسفة الوجودية. وكان من رأيه أن أكمل أنا هذا الموضوع وفي رسالة للدكتوراه. وجلسنا واتفقنا لولا أنني لم يكن في نيتي أن أستمر مدرساً للفلسفة في الجامعة. فقد اخترت حريتي وأن أكون أديباً حراً يعمل في الصحافة. وفضلت ذلك على التدريس في الجامعة مما أغضب كل أساتذتي : عبد الرحمن بدوي ولويس عوض وشوقي ضيف وعبد الوهاب عزام ومصطفى عبد الرازق وطه حسين. وكان ذلك سبباً في سعادة العقاد وتوفيق الحكيم والشاعر إبراهيم ناجي وأم كلثوم وعبد الوهاب!