الجنون نهاية العبقرية !

TT

نشرت الصحف السويسرية أن المحكمة رأت تأجيل هذه التجربة الحاسمة وهي عبارة عن إطلاق أشعة بسرعة هائلة على جزئيات المادة. وكل ذلك بصورة محسوبة ومجربة مئات المرات. ومأمونة تماماً. وقد أجمع علماء الفيزياء النظرية والنووية على أن هذه التجربة هي حلم العلماء من مئات السنين. إنهم يريدون أن يعرفوا بالضبط ماذا حدث عند بداية الكون.. غازاته ومادته وترابه.. وكيف أن الكون كله قد تكون من ألوف ملايين السنين. وكيف أن هذا الكون لا يزال يتعدد من حيث لا ندري إلى حيث لا نعرف. فأية طاقة وأية قوة كان عليها هذا الكون عندما صدر له الأمر بأن يكون فكان؟ وكيف أنه لا يزال يتسع بمنتهى السرعة، وهل ينكفئ الكون على نفسه وينطوي ويتكور وينكمش ويرتد ذرة لا نهائية الكثافة كما كان؟ وهل هو كون واحد أو ما لا نهاية له من الأكوان؟

فقط يريد العلماء أن يعرفوا كيف كان ميلاد هذا الكون، وهذا يصيب العلماء بالرعب وفي نفس الوقت بالكبرياء.. فعند هذه الدرجة يكون العلماء من كل الدول الأوروبية والآسيوية قد حققوا بالعبقرية أعظم أحلام العلماء، وهو أن يعايشوا لحظة واحدة كيف خلق الله الكون.

وكما هي العادة فالعلماء في نشوة ورجال المال والأعمال والسياسة والعلوم الأخرى يصرخون: أمسكوا هؤلاء المجانين، احبسوهم، اقتلوهم. والأمر أمام محكمة حقوق الإنسان.. فهل ينتصر العلماء أم ينتصر رجال المال والأعمال والسياسة؟

إنها مرة أخرى العبقرية التي تؤدي إلى الجنون!