وهذه هي النهاية!

TT

وبقدر جرأة العلماء، بقدر خوفهم الشديد أيضاً من أن يفلت الزمام من أيدي الباحثين.. وقد حدث بصورة مصغرة عندما ظهر تسرب في مفاعل مدينة تشيرنوبل في أوكرانيا مما أدى إلى وفاة الألوف وتشويه الملايين من الإنسان والحيوان والنبات أيضاً.. وتلوثت التربة لمئات السنين.

وهناك خوف آخر عند العلماء من انفلات بعض الأجسام فتخرج عن مدارها لأسباب لا نعرفها وتهوي إلى الأرض، وقد حدث من ستين مليون سنة أن سقط جسم ضخم في أمريكا فقضي على الحيوانات والنباتات وأحرق الأخضر وجفف المياه. وليس بعيداً أن يتكرر ذلك. وحدث في بداية القرن العشرين أن اقترب في سيبريا جسم لا نعرف حجمه فأحرق الغابات وأذاب الجليد وأضاء السماء شهوراً، حتى أن الإنجليز كانوا يقرأون صحفهم ليلاً. ولا أحد يعرف بالضبط ماذا حدث. فعلماء يقولون إنه جسم ضخم اقترب من الأرض واحترق في جوها.. وآخرون يقولون «ثقب أسود» اخترق الكرة الأرضية ونفذ من الناحية الأخرى.

ومنذ أيام ذهب العلماء إلى محكمة دولية لوقف تجارب معمل «سرن»، أي معمل المجلس الاستشاري للأبحاث النووية الذي أنشئ سنة 1954 للبحث في تركيب المادة تحت أرض سويسرا. وفي السنوات الماضية قام العلماء (6500 عالم) بتجارب خطيرة كان الهدف منها أن يعرفوا كيف نشأ الكون أو كيف كانت الهيئة الفلكية عندما حدث «الانفجار الكبير» من 13 ألف مليون سنة.

ولكن أقصى طموحات العلماء قد تحدد لها منتصف سبتمبر الحالي. وقد فزع عدد من العلماء الكبار فرفعوا أمرهم إلى القضاء لإيقاف التجربة النهائية. وهذا المعمل مقام تحت الأرض بين الحدود السويسرية والفرنسية بالقرب من جنيف. وهو على عمق 300 قدم وبه أنفاق طولها 27 كيلومتراً. وفي هذه الأنفاق يجري «تسريع» الأشعة التي تبلغ سرعة الضوء وإطلاقها على جزئيات صغيرة جداً فترتفع درجة الحرارة إلى ثلاثة آلاف مليون درجة مئوية، أي ما يعادل مائة ألف مرة درجة الحرارة في قلب الشمس. والعلماء في فزع من أن تؤدي هذه الحرارة الهائلة إلى خلق «ثقف أسود» يبتلع الكرة الأرضية كلها ومن عليها. وفي ذلك نهايتنا جميعاً!