ويحدث في كل عصر من العصور أن يتسلطن علم من العلوم وبسرعة تتسابق العلوم الأخرى في خدمته والسير ورائه .. ففي زماننا يتسلطن علم الفلك وعلوم الفضاء.. وتصبح بقية العلوم خادماً للسيد الجديد..
ومع القفزات العلمية الجديدة يتولد الخوف أيضاً، أي الخوف من التطور أو التهور العلمي. فعندما نجح العلماء في «شطر» الذرة أو تقسيم «الذرة» وهي تعبيرات غير دقيقة الآن، خاف العلماء من أن يؤدي ذلك إلى سلسلة لا نهاية لها من الانشطار مما يقضي على البشرية وكوكب الأرض. وعندما توصل العلماء إلى استخدام اليورانيوم وإطلاق الطاقة المحتبسة فيه لصناعة القنابل الذرية، فزع العلماء من أن يؤدي ذلك إلى إطلاق كل الطاقات وفي ذلك هلاك للبشرية.
وقد اهتدى اينشتين إلى الطاقة وقوتها التي تنطلق من المادة ووضعها في معادلة في سطر واحد، المعادلة تقول: الطاقة = المادة مضروبة في مربع سرعة الضوء.. وهي شيء رهيب وجربها الأمريكان وقد استعانوا بعدد من العباقرة، وقد صحا ضميرهم جميعاً فكتبوا إلى الرئيس الأمريكي يرجونه ألا يستخدم القنبلة الذرية ولكنه بعد أن أغرقت له اليابان الأسطول الأمريكي في جزر هاواي، وكانت فضيحة عالمية فلجأ الرئيس ترومان إلى استخدام القنابل الذرية التي أبادت هيروشيما ونجازاكي فركعت اليابان واستسلمت!
وقد عالج الأمريكان جنون اليابان بجنونهم الذري!