استعادات 11/9 (الحلقة الأولى)

TT

الغريب في 11/9 ان الاميركيين لا يزالون يشيرون اليه، كأنهم لا يزالون في الذهول، على انه 9/11. ناين الفن. الصحف. التلفزيون. وحتى المؤرخون. تابعت ما كتبت في ذكرى ذلك اليوم، فوجدت غرابة اخرى. لا أحد يستعيد التصريحات والبيانات، خصوصاً الرسمية او شبه الرسمية، التي أدلى بها في تلك الفترة. وبالكاد أشار البعض الى أسامة بن لادن، والناطق الرسمي باسم القاعدة سليمان أبو غيث، الرجل الذي ظهر في كهوف أفغانستان ليدلي ببضعة بيانات، أولها بيان تبني العمل، ثم اختفى من الصورة تماماً ومن الشرائط المرسلة وحتى من الاشرطة الاذاعية.

كثيروت في أميركا كانوا يخافون على ناطحات نيويورك من يوم كارثي، وخصوصاً على البرج التجاري المزدوج، وكثيرون في خارجها كانوا يحلمون بضربها، وخصوصاً بضرب البرج الذي تحول الى مشهد سينمائي في ذاكرة العالم، مثل صور هيروشيما، لكن بالالوان و«الكلوز اب» واللقطات «الحية» لموت كثير، بالنار وبالقفز من النار، كما في فيلم «الجحيم» الذي لم يقو على مشاهدته كله سوى ذوي الاعصاب الحجرية. حاول رجال الشيخ عمر عبد الرحمن من قبل تدمير البرج بشاحنة صغيرة مستأجرة من مرأب قريب، بسعر تخفيضي: 15 دولاراً في اليوم. لكن المهارة الفنية كانت ناقصة، ولذلك صدق الجميع فوراً ان الفاعلين عرب. ولكن أمام مشهد الطائرة التجارية تدمر البرج الاول، ثم تعطي فرصة كاملة لكي تستعد الكاميرات الاخرى قبل أن تظهر الطائرة الثانية، مال الكثيرون بادئ الامر لاستبعاد العنصر العربي. أشهر أهل هذا الفريق كان الاستاذ محمد حسنين هيكل، الذي قال انهم العرب. والدليل التقنية المتقدمة. لكن فيما وافق البعض الاستاذ هيكل في مسألة التقنيات، ما استطاعوا العثور على دافع مواكب، بما في ذلك قصف بلغراد أيام بيل كلنتون، ولكن ألم يغتل صربي في سراييفو ارشيدوق النمسا ويتسبب في اشعال الحرب العالمية الاولى؟ بلى. لا علاقة في الامر. جميع الخاطفين عرب. تدربوا على الطيران في بلدان كثيرة ونفذوا عملية واحدة لا سابقة لها في التاريخ. هيروشيما مصغرة ترعب أميركا وتخيف العالم وتفتح باب الانتقام عريضاً. ولكن ممن؟ وأين؟ وكيف يمكن لكل طائرات أميركا العسكرية أن ترد على انتحاريين تسلحوا بأرواح مدنية غافلة ليستخدموها رصاصاً في قتل ارواح مدنية قادمة للتو الى مكاتبها ولم تطلب قهوة الصباح بعد.