السجادة الإلكترونية

TT

هل تصدقون أن أفضل وسيلة للتهريب أو التمويه في العراق اليوم هي وسيلة (النعوش)؟!، نعم هذا الذي يحصل.. فأصبح البعض من الإرهابيين أو المطاردين أمنياً عندما يريد الواحد منهم أن يهرب من منطقة، أو يريد أن يدخل إلى منطقة، فما عليه إلاّ أن يتمدد داخل (نعش) ويحمله على الأكتاف مجموعة من الأعوان أو المرتزقة، وكل ما عليهم هو أن (يهللوا ويكبروا).

وقد جاء في صحيفة «التآخي» التابعة للحزب الكردي الديمقراطي، أن أحد المستثمرين تمكن من نقل مبالغ طائلة وسط شوارع مزدحمة، وذلك عندما دبر جنازة وهمية في سيارة نقل مكشوفة، تحمل النعش المكدس بـ«رزم الدولارات»، وسط مجموعة من النساء (المستأجرات) اللواتي كن يصرخن ويلطمن الخدود ويشقن الجيوب حزناً على ما في داخل النعش، وكل مَن كان في الشارع يلهث بالترحم على الشهيد.

عندما قرأت هذا لم يخطر على بالي غير المثل القائل: الجنازة حامية، والميت كلب.

* *

سجل مخترع أردني اختراعاً لسجادة صلاة الكترونية تساعد الإمام والمصلين في صلاتهم، وهذه السجادة العجيبة لها (كمرة) تصور المصلين، ولها جهاز تسجيل، وتستطيع أن ترصد وتلم بكل حركات الصلاة، وتحفظ كل السور الكريمة للقرآن، كما أنها فوق ذلك كله لها قدرة فائقة على تمييز الروائح.

فلو أن الإمام سها في ركوعه أو سجوده مثلاً، نطق (الميكرفون) قائلاً له: الله أكبر، ولو أنه أخطأ في آية من الآيات، صحح له تلك الآية.

ولو أن أحداً من المصلين لا سمح الله (أحدث) في صلاته، يستطيع ذلك الجهاز أن يفرزه من جملة المصلين، لأنه يبعث إشارة حمراء، وعندما يسلم الإمام وتنتهي الصلاة، فما على الإمام إلا أن يضغط على زر معين ليظهر مكان ذلك المُحدث، سواء كان في الصف الأول أو الثاني أو الثالث أو أي موقع كان، وما على الإمام إلاّ أن يستدعيه، ويطلب منه أن يجدد وضوءه، وأن يعيد صلاته، وكان الله يحب المحسنين.

يا ليت تلك السجادة تعمم في كل المساجد، لأنني على يقين أن هناك عشرات المصلين سوف يعيدون وضوءهم وصلاتهم.

* *

أعجبني ذكاء أحد المتسولين، الذي حدد لقبوله أي صدقة أو مساعدة، أن يكون المبلغ زهيداً لا يتعدى (سنتين)، ولو أن أحداً أعطاه دولاراً مثلاً، فلديه (فكة) كافية من السنتات ليصرف له ذلك الدولار، ثم يعيد له الباقي، وإذا أصر أحد أن يعطيه أكثر يرفض ذلك ويطلب منه أن يعطيه لغيره من المحتاجين.. والغريب أنه رغم قناعته هذه، يعود في آخر كل يوم بحصيلة أكثر من غيره من المتسولين.

السؤال هو: هل يا تُرى من الممكن أن يطبق ذلك على التجار ـ ولكن بالعكس ـ ؟!.

[email protected]