أحياؤنا لا يرزقون بدرهم!

TT

خناقة في مصر على صناديق النذور في المساجد.. وزارة الأوقاف ترى أنها حق لها فهي التي تدفع مرتبات الموظفين: المؤذن والخطيب وخدام المسجد والنور والماء .. والموظفون يرون أن هذا حقهم وإلا .. وإلا وجدوا حلا للاستيلاء على هذه النذور. وقد وجدوا. وكثير من هذه الصناديق قد سرقت.

قال الشاعر القديم:

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ

والماء فوق ظهورها محمول

وفي قصيدة لشوقي عن كوبري البوسفور الذي يتقاضى أموالا كثيرة لمن يعبره من الناحيتين. والكوبري نفسه مهشم متآكل قال:

وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا

وما من ذاك شيء في يديه

والذي يجدونه في صناديق النذور بالملايين سنويا. وموظفو المساجد يتلمظون ويرى وزير الأوقاف أن نصيب الوزارة هو 90% والباقي للموظفين..

واذكر أن جاءني أحد الموظفين في مسجد وبكى طويلا يشكو ظلم الوزير إذا نقله من مسجد كبير إلى مسجد صغير خارج القاهرة. وذهبت إلى الوزير أرجوه فوعد وفوجئت بالرجل قد نقله الوزير إلى أبعد مكان بمصر. فراجعته. فقال إنه سرق مصابيح المسجد وصندوق النذور!

ومن تسعين عاما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

من لي بحظ النائمين بحفرة

قامت على أحجارها الصلوات

يسعى الأنام لها ويجري حولها

بحر النذور وتقرأ الآيات

ويقال هذا القطب باب المصطفى

ووسيلة تقضي بها الحاجات

أحياؤنا لا يرزقون بدرهم

وبألف ألف يرزق الأموات!