ترقبوا المعركة الروسية الصومالية!

TT

في المرة الماضية أغارت القوات الفرنسية في جنح الليل على مواقع قراصنة صوماليين خطفوا سفينة فرنسية، وانتهت بالإفراج عن المخطوفين. الآن بعثت روسيا على جناح السرعة قوات بحرية، لانقاذ شحنة عسكرية روسية خطفت وهي في طريقها الى كينيا، وعلى الاقل ثلاثة من المواطنين الروس ضمن طاقم السفينة المخطوفة. ليس أمام الروس اليوم إلا أن يدفعوا الفدية للقراصنة الذين يطالبون بخمسة وثلاثين مليون دولار، او الدخول في معركة معهم.

وعلى الأرجح اننا مقبلون على حرب في مياه البحر الأحمر، حرب دولية برعاية الامم المتحدة، التي تدرس جديا مشروع قرار صاغه الفرنسيون بتسيير دوريات بحرية وجوية تستهدف القراصنة. وهذا يعني ان على دول البحر الأحمر الاساسية، وهي السعودية ومصر واليمن، ان تكون طرفا في إدارة الأزمة، لأننا لا ندري إن كانوا مجرد قراصنة، أم جماعات ارهابية ذات مشروع عسكري أكبر، أو هم جزء من معارك القرن الافريقي تختبئ الدول فيه خلف واجهات متمردة او قراصنة، أيضا حرب البحر الأحمر ضد القراصنة قد تطول وتصبح أكثر تعقيدا، مما يتطلب أن يكون لدول الساحل حضور في ما سيحدث بالقرب من اراضيها.

ولو اتفقت القوى الدولية على ان حرية الملاحة تستحق القتال الدولي فان ذلك سيكون تمرينا قانونيا واعلاميا مهما لتحذير القرصان الأكبر في مياه الخليج المجاورة، حيث يردد الإيرانيون انهم ينوون سد مضيق هرمز في حال تعرضوا للقصف، وينوون تعطيل الملاحة في الخليج كله.

اما بالنسبة للصومال فنحن نرى كيف ان الفوضى، في هذا البلد الاستراتيجي الموقع، انتقلت من البر الى البحر. وسنرى، ربما عن قريب، كيف سيتحول الصومال الى أفغانستان جديدة، تصدر الإرهاب الى انحاء العالم. فالقاعدة تنشط منذ فترة، من خلال التجنيد الفكري في المدارس والمعاهد التي تتلقى بعضها دعما مشبوه المصادر، علاوة على وجود تنظيم متطرف مرتبط بالقاعدة كان يحكم مقديشو قبل ان يدخل الإثيوبيون وينفذون انقلابا ناجحا، أقصاهم سياسيا من الحكم، وإن لم يقض عليهم عسكريا.

الصومال سيبقى مشكلة لدول المنطقة وللعالم أجمع ما لم يدعم عسكريا وسياسيا ليقف على قدميه مرة ثانية ويتحول الى بلد منزوع السلاح. أكثر القوى المعنية في المنطقة وخارجها تعلم، حتى قبل حرب افغانستان، أن الحركات المتطرفة تنمو في الصومال، وكان الأمل أن قيام نظام سياسي في مقديشو كان كفيلا بملاحقتها، لكن الذي حدث العكس تماما، فالتنظيمات المتطرفة هي التي أخذت الحكم وسيطرت على العاصمة، حتى جاء الإثيوبيون بدعم اقليمي ودولي. وجرت لاحقا محاولات لم تنجح لضم الحركات الإسلامية المعتدلة ولم تفلح الوساطات اليمنية والجيبوتية والجامعة العربية، ايضا.

[email protected]