شخصية خليجية.. لزوم تعميم الإساءة!

TT

يبدو أن الرسامة العراقية الأصل الكندية الجنسية سندس عبد الهادي جاءت تكحلها فعمتها، فلوحتها «إنانا في دمشق»، التي أرادت أن تصور من خلالها معاناة الفتاة العراقية في بعض مناطق اللجوء، تحولت إلى كوكتيل تهم أغضب الجميع بمن فيهم العراقيون، فاللوحة كما تصفها سندس: «امرأة عارية في دمشق بين رجلين، وقربهما جندي أمريكي، ويعبر عن الاحتلال الذي تسبب أصلا بهجرة النساء من العراق ونظرته الدونية للمرأة العراقية والعربية منذ قديم الزمان. وعلى يمين المرأة رجل غير معروف القومية والهوية وهو يدخن ويرمز للدول العربية الأخرى التي لا تدافع عن العراق وتستفيد ماليا من أزمته، وشخص وقف أمام المرأة يرتدي زيا خليجيا ويده على فمها»، وتضيف قائلة لـ«العربية نت»: «إنانا ترمز للعراق، ومشكلة كبيرة تواجه المرأة العراقية وأنا كنت في سوريا وسمعت الناس يقولون إن الكثير من العراقيات يعملن بالدعارة»، وفضلا ضعوا خطا تحت كلمة «سمعت»، ثم أضافت قائلة: «لم أرسمها لأصدم الناس، وإنما لأعلمهم بماذا يجري، وأن الفتاة العراقية أجبرت على الدعارة، خاصة الفتاة دون 15 عاما».

وراسمة اللوحة مقيمة في كندا منذ 15 عاما، وهي بعيدة عن طقس الحياة الذي يعيشه العراقيون في الداخل وفي العالم العربي، ولعلها نسيت أو تناست أن المرأة العراقية كأية امرأة حرة أصيلة تجوع ولا تأكل بثدييها، وشموخ المرأة العراقية لم تكسره المنافي، ولم تركعه قسوة الحياة، فالفتاة العراقية مهرة برية تستعصي على شباك الخنوع والذلة والعار.. ومن حق العراقيين أن يغضبوا لهذه اللوحة التي تتجاهل سيكولوجيتهم وصمودهم وصبرهم، ومن حق العرب والسوريين الذين يستضيفونهم أن يغضبوا، واللوحة تمثلهم في موقف الانتهازي، الذي يستفيد من أزمة العراقيين، وكان لا بد أن تكمل الرسامة مسلسل الإثارة، بإضافة الشخصية الخليجية إلى اللوحة لزوم تعميم الإساءة!

وتقول «العربية نت» مصدر الخبر: «إن اللوحة حظيت باهتمام الإعلام الأمريكي مثل صحيفة أميركان كرونيكل، كما نالت اهتمام الجمعيات والمؤسسات الفنية في كندا والولايات المتحدة»، ولا غرابة في ذلك الاهتمام، فشهية هذا الإعلام مفتوحة على الآخر للاهتمام بكل نغمة نشاز يمكن أن يعزفها عربي خلع عقله وعقاله ليستجيب لـ«ما يطلبه المستمعون» في الغرب.. وآه يا زمن.

[email protected]