جمال وجلال هذا الكون!

TT

نحن في القاهرة وفي الإسكندرية ومعظم العواصم معزولون تماماً عن السماء.. نحن لا نراها.. وإنما الضباب والهباب والسحاب وانعكاس الأضواء على ذلك يجعل بيننا وبين السماء ستاراً كثيفاً.. حجاباً وغمامة بيضاء سوداء زرقاء، فنحن لا نرى إلا نجمة أو نجمتين ولكن إذا أردت أن تصاب بالرعب والحيرة وأنت تنظر إلى السماء، فاذهب إلى الصحراء.. إلى الوادي الجديد.. إلى الواحات.. فسوف ترى نجوم السماء التي لا أول لها ولا آخر، قريبة يخيل إليك أنك تستطيع أن تمد يدك إليها. ما هذه العظمة ما هذا الجلال والجمال.. ما كل هذا؟ وأين كل هذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وما الحكمة وما المعنى؟

وألف سؤال آخر ولا إجابة عندنا على شيء من ذلك. والصور التي أمامك قد وصلت إليك بعد عدد من السنين الطويلة.. أي أن هذه النجوم قد أرسلت أشعتها إلينا فاستغرقت ألوف أو ملايين السنين فقد لا تكون هذه النجوم موجودة الآن؟!

وهذه الشمس وهي النجمة الوحيدة التي تدور حولها كواكبنا التسعة وأقمارها الخمسون قد تجاوزت نصف عمرها، أي أنها سوف تموت بعد أربعة آلاف مليون سنة!! وفي السماء كما في الغابات والبحار وبين الناس تجد الكبير يأكل الصغير؛ فهناك نجوم تبتلع نجوما وتكتم أنفاسها تماماً كما تلتهم اللبؤة الفريسة وتخنقها فلا يكون لها صوت.. وكذلك «الثقوب السوداء» تبتلع النجوم والمجرات وتخنق الأشعة الصادرة عنها فلا تصل إلينا فلا نراها..

والكون يتمدد أي يتراجع.. والأصح أن نقول ليست النجوم والمجرات هي التي تتراجع، ولكن الفضاء يتراجع أي ملايين ملايين إلى نهاية الصفحة من النجوم والكواكب كلها تتراجع إلى ما لا نهاية.. فنحن لا نعرف نهاية الكون وإن كنا نعرف بداية «هذا» الكون..

أي أن الله خلقه من 15 ألف مليون سنة نحن الذين نقول ذلك..

ولكننا لا ندري إن كان «هذا» الكون هو الوحيد أو أن هناك ألوف ملايين الأكوان الأخرى ولدت وماتت لتولد من جديد، فانظر إلى فوق لحظة واركع واسجد لصاحب الجلال والجمال.. آمنت بالله!