رانيا.. ورقة «كوتشينا» على طاولة مقامر!

TT

رانيا العنكبي فتاة عراقية قبض عليها، وهي ترتدي حزاما ناسفا فيما كانت على وشك تفجير نفسها في أحد الأسواق، وقد فشل التفجير نتيجة التشويش على أجهزة التحكم من بعد، التي كان من المفترض أن يتم التفجير عبرها.. رانيا أكدت في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» عقب اعتقالها أنها وزوجها ذهبا إلى إحدى بنات عمته لاقتراض مال، فألبساها حزاما لم تكن تعرف أنه ناسف وشرباها عصير خوخ، فشعرت بدوار في الرأس وأخذاها إلى المكان المقرر للتفجير، ثم اختفيا وتركاها في المكان حيث قبض عليها!.. وحينما ألقي القبض على زوجها محمد حسن سميط قبل أيام، المتهم بتجنيد الانتحاريات أكد أنه طلب من زوجته رانيا، وهي تهم بتنفيذ العملية الانتحارية أن تختاره زوجا لها في الجنة!

تأمل مثل هذه القصص والحكايات يقودنا إلى إدراك الكثير من الحقائق منها:

ـ السمات السيكولوجية التي تحكم نفسيات الإرهابيين، ودرجة التوحش التي تجعل الواحد منهم لا يتردد في تقديم زوجته، وشريكة حياته إلى مائدة الموت بحزام ناسف دون أن يطرف له جفن، وكأنها مجرد ورقة «كوتشينا» في يد مقامر.

ـ اعتماد أساليب التضليل والخداع؛ فالضحية يدفع إلى حتفه بعد تخديره وتضليله من دون أن يكون على وعي بما يفعل، فكل ما تتذكره رانيا أن زوجها وقريبته شرباها عصير خوخ فشعرت بالدوار، فقاما بأخذها بعد ذلك إلى المكان المقرر للتفجير، ثم وليا الأدبار!

ـ الجهل بالدين، وسطحية الثقافة؛ فالزوج الذي يدفع زوجته إلى تفجير نفسها وسط سوق يعج بالناس الأبرياء، لديه قناعة بأن ما يفعله وزوجته أمر يستحقان عليه دخول الجنة، وبالتالي فهو يطلب منها أن تختاره زوجا لها هناك، مع أن المسكينة بعد انكشاف أمره، وبعد أن كتبت لها الحياة تتمنى لو أنها لم تقترن به في هذه الدنيا.

والمنهج التضليلي الذي أوشك أن يقود رانيا إلى تفجير نفسها بحزام ناسف لا يختلف بحال من الأحوال عما طبق على غيرها من الضحايا السذج، الذين حولتهم الأيدي الآثمة إلى مشاريع انتحارية من غير إدراك من قبل الضحايا لما يقادون إليه..

وفي الوقت الذي يقود صناع الموت قوافل ضحاياهم إلى التهلكة نجد أولئك الصناع الكبار يتشبثون بحياتهم الشخصية، ولا يعرضونها للمخاطر، فهم يجعلون بينهم وبين الموت طابورا من السذج والمضللين ومسلوبي الإرادة.. فكيف يتنبه الغافلون؟!

[email protected]