من قتل روبرت كينيدي (الحلقة الأولى)

TT

أربعون عاماً مرت على يوم أقدم فلسطيني في الرابعة والعشرين، الاسم سرحان بشارة سرحان، على إطلاق 3 رصاصات على روبرت فيتزجيرالد كينيدي، في فندق امباسادور، لوس أنجليس. كانت قد مضت خمس سنوات على اغتيال شقيقه، جون. ف. كينيدي، في مدينة دالاس، تكساس. في الأولى أقدم قناص مزود ببندقية على إطلاق النار من مبنى بعيد على الرئيس الأميركي الراكب سيارة لنكولن مكشوفة. هنا، في الامباسادور، أطلقت النار عن بعد ثلاث بوصات، كما قال طبيب التشريح، أو بالأحرى كما أصرَّ.

لن يعرف أحد الحقيقة. أو بالأحرى لن تكون هناك حقيقة. هناك مئات الكتب وعشرات البرامج الوثائقية والمحققين والشهود والتقارير الرسمية. لكن ليس جزماً في أي من القضيتين. فالقاتل المزعوم في الجريمة الأولى، لي هارفي اوزوالد، ما لبث أن قتل على يد رجل ادعى أن حزنه على الرئيس دفعه إلى ذلك. ثم مات بدوره مريضاً في السجن. وسرحان، القاتل في الجريمة الثانية، اعترف بالأمر لكنه يصرَّ حتى الآن على أنه فعل ذلك بغير وعي على الإطلاق.

في مرور أربعة عقود على اغتيال كينيدي صدر ما يعتقد انه أشمل وأدق الكتب حول الموضوع: «اللغز الذي لم يحل في مقتل روبرت ف. كينيدي» للصحفي شين اوسوليفان الذي أمضى 10 سنوات في وضع الكتاب، وأيضاً في وضع برنامج وثائقي للبي.بي.سي، مستجوباً عشرات الشهود والمعنيين. يترك المؤلف السؤال دون جواب. لكنه يحاول، في نحو 500 صفحة، ومنذ اللحظة الأولى، الإيحاء بأن السي.آي.إيه كانت وراء مقتل الشقيقين.

في أي جريمة «عادية» كان يفترض الإفراج عن سرحان العام 1985، على أساس أنه القاتل الوحيد. لكن هذه جريمة غير عادية. وبعد الاغتيال عثر في دفاتر سرحان على ورقة بخط يده: «18 أيار 1968. عزمي القضاء على ر.ف.ك يصبح هاجساً أكثر فأكثر. ر.ف.ك يجب أن يقتل. أن يغتال يغتال يغتال. ر.ف.ك. ويجب قبل 5 حزيران. لم أسمع جيداً. الرجاء ادفعوا إلى إلى إلى إلى».