أنتظركم في جهنم مع العقاد وطه حسين (1 ـ 3)

TT

كان شاباً لامعاً ومتوهجاً وعنده آمال. وكان شاعراً مقلاً، أي قليل الإنتاج، وكان يرفض نشر شعره وإنما كان يسمعنا ما ينظم. ويرى أنه لا يستحق النشر. وكان هذا رأيه وحده..

مات. ارتدى كل ملابسه وجلس ووضع أمامه منضدة صغيرة وعليها هذه العبارة: طبيعي أن أسافر بعيداً وحدي.. كما جئت إلى الدنيا وحدي.. وقد مات أبي وأمي وأختي. ولا يهمني أن يكون لي عم أو خال!

ولما قام الأطباء بتشريح جثته لم يجدوا أنه تعاطى شيئاً وإنما هو أحس بالموت فانتظره بكامل هيئته!

أستاذنا العقاد تمدد على سريره وقال: لن يوقظني أحد ونام إلى الأبد، وليس في استطاعة أحد أن يوقظه!

وأستاذنا توفيق الحكيم، عندما زرته مع الفنان الكبير صلاح طاهر، قال لنا: سوف انتظركما في جهنم مع العقاد وطه حسين. فلا تجعلاني أنتظر طويلاً واعتدل ثم وضح رأسه على المخدة إلى الأبد!

والشاعر الألماني جيته قبل أن يموت تمدد على سريره وقال : افتحوا النوافذ أريد مزيدا من الضوء! وانطفأ النور في عقله وعينيه. ومات!

والعالم الجغرافي المتألق جمال حمدان ألقى بنفسه في هوة نفسية مظلمة وانتحر وكانت مشكلته أنه لا يلقى التقدير الذي يستحقه. لم يمت على فراشه وإنما على مكتبه والورق في يده والقلم في فمه.. والشاعر الرقيق كامل الشناوي أكل وجبة ثقيلة. فلم يعد قادراً على التنفس فمات..

وكذلك الشاعر الإنجليزي تاكري (1814 ـ 1863) مات بعد وجبة ثقيلة!