ملاحقة سوزان تميم!

TT

لاحقت الضحية سوزان تميم الحظوظ العواثر حتى بعد رحيلها المؤلم، فأجهزة الأمن في دبي ألقت القبض ـ بحسب خبر لصحيفة «البيان» ـ على دجال سوري عجوز ظل يقف أمام باب شقتها لساعات طوال، يشعل البخور، ويهذي بكلمات غير مفهومة، وهو يحمل صورتها، مدعيا القدرة على استحضار روحها لتدلي بما يفك لغز مقتلها. ربما الرجل سمع عن الملايين التي ارتبطت بمقتلها فأراد أن يأخذ نصيبه منها.. لعله!

وفي إحدى القنوات الفضائية تحدث والد سوزان، عبد الستار تميم، عن جناية الجمال على ابنته، متمنيا لو كانت عوراء أو عرجاء أو كسيحة لتظل بجواره يشم رائحتها، ويأنس لوجودها بدلا من جمالها الذي تسبب في رحيلها المبكر، وهو يشير إلى أن جلَّ الذين كانت تلجأ لهم سوزان لطلب العون كانت لهم مطالبهم التي يصعب تحقيقها، وهو كذلك لم يسلم من لعنة جمال سوزان، فلقد اعتقل بتهمة حيازة مخدرات في أحد المطارات العربية بتدبير ـ كما قال ـ من خصوم سوزان.

فالجمال ليس دائما نعمة، فقد يتحول إلى نقمة على بعض الجميلات فتنتهي حياتهن بالقتل أو الانتحار كما حدث للفنانات: الأميركية مارلين مونرو، واللبنانية داني بسترس، والفرنسية داليدا، والتونسية ذكرى، والمصرية سعاد حسني، وغيرهن.

والشوام حينما يصفون امرأة جميلة يقولون: «شو جميلة يخزي العين»، فهم يخشون على الجمال ويحصنونه ـ على طريقتهم ـ من العيون الشريرة، وإذا ما رأى المصريون جمالا صاحوا من فرط ما بهم: «حصوة في عين اللي ما يصلي ع النبي»، وكان الفنان محمد عبد المطلب يخشى على الحلوين، ويزجر الحساد:

«يا حاسدين الناس.. مالكم ومال الناس». ومثله الفنان السعودي طلال مداح، وهو يصف حاله حينما مر به «مايس الأعطاف، ناعس الأطراف، قده لولبي»: «صحت مما حل بي يا صلاة على النبي».

الإشكالية التي تواجهها الجميلات أنهن لا يستطعن رسم تخوم فاصلة تحفظ مياههن الإقليمية الشخصية من غزو الأصدقاء، فكل صديق يرغب أن يتقدم خطوة ليتحول من صديق إلى عاشق، وهنا تحتاج الجميلات إلى الذكاء الاجتماعي لمنع التجاوزات من دون أن يتحول الأصدقاء والعشاق إلى أعداء. وليكن الله في عون الجميلات، الأحياء منهن والأموات.

[email protected]