من قتل روبرت كينيدي ـ السجن مع أم كلثوم (الحلقة الرابعة)

TT

بحث علماء النفس في المؤثرات الفاصلة على حياة سرحان سرحان: القدس، التهجير الأول ضمن فلسطين. ثم حادثة مهمة أخرى هنا، في باسادينا، بشارة سرحان وأبناؤه يحرثون في حديقة المنزل لزرع بعض الخضار. سرحان يعبث بالتراب ويلعب. يحاول الأب أن يردعه فيتدخل شقيقه عادل. يغضب الأب ويقول لزوجته: عليك أن تختاري، إما أنا وإما الأبناء. دافعت ماري عن أولادها. بعد فترة قصيرة سافر عائداً إلى فلسطين ومعه القليل من توفيرات العائلة. عندما ترك سرحان الكلية في منتصف الستينات لم يرَ في نفسه أكثر من «فاشل. لا شيء» لكن ذلك لم يمنعه من أن يحلم بأن يصبح رجلا عظيما ذات يوم. وكان غالباً ما يستذكر تجاربه في القدس ويتابع أخبار فلسطين. في الجلسة التالية مع محامي الدفاع سأله أحدهم عن كتابات في دفتره: «فلتحيا الشيوعية. فلتحيا الشيوعية. فلتحيا الشيوعية. ناصر. ناصر. ناصر. ناصر. ناصر».

وقال له محام «لكن ناصر لم يكن شيوعياً، فهز رأسه موافقاً». ثم عرضت عليه كتابة أخرى في مفكرته: «فلنفعلها. فلنفعلها. (5 مرات) الرجاء أن تدفعوا لأمر 050050 05050.00 5000. حسناً. مائة ألف دولار». سأله محام: «كم كان أجرك في الأسبوع»؟ جواب: «70 دولاراً». ثم قرأ المحامي فقرة أخرى «الرجاء أن تدفعوا لأمر سرحان سرحان مبلغ 15 15 15 موت حياة! 15000.

يجب أن يموت. مت. مت. مت. علامة الدولار. حياة وموت». وقال له المحامي «بحق الله يا سرحان. هل كنت تحشش». نفى.

المحامي: كتبت بين مبلغ 100 ألف دولار ثم تكرارها عبارة يجب أن يقتل. رفض سرحان الإجابة. حذره المحامي من أن الادعاء قد يستخدم المفكرة كدليل، فقال سرحان: «هذا غير دستوري. لا يحق لهم ذلك». عاد المحامي يشير إلى فقرة أخرى: «كينيدي يجب أن يهوي. كينيدي يجب أن يهوي. ماذا تقصد بذلك» جواب: ها هو قد هوى. حاول فريق الدفاع التنويم المغناطيسي مع سرحان بعدما سمح بذلك: من قتل كينيدي؟ «لا أعرف». وعندما تحدث المنوم عن الغارات الجوية أجهش سرحان بالبكاء وراح يرتجف. لكنه بعد أيام رفض تكرار التجربة: «إنني أفضل الإقرار بالجريمة. اذهبوا من هنا يا أبناء...». ولما عاد وقبل ذلك، قال إنه يرى «ذلك الرجل. ذلك البقال في القدس الذي فتته الانفجار».

عندما نقل فيما بعد إلى سجن سان كوينتن، لينتظر دوره في غرفة الغاز، لم يطلب جهاز تلفزيون مثل السجناء الآخرين. طلب مذياعاً وجهاز اسطوانات، لكي يصغي إلى أم كلثوم.