ولكني رأيت وسمعت!

TT

تلقيت من السيد أرشاد هورموزلو مستشار رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط: أنني أتابع باهتمام مقالاتكم القيمة في جريدة الشرق الأوسط والتي تعلمنا منها. ومن تجاربكم الشيء الكثير.. ولكني أصارحكم بأنني تألمت لدى قراءة مقالكم الموسوم «حتى يفرغ الرفيق الحاج من الصلاة» وقطعنا لكم كل الحق في تسجيل مشاهداتكم الممتعة فيها والمؤلمة، ولكن تعميمكم الذي ورد بشأن تركيا آلمني فأنت قلت: ولأن تركيا دولة علمانية فهم لا يعرفون الإسلام ولا مبادئ الإسلام ويعاقبون من يدعو إلى أي دين بما في ذلك الإسلام، أي أن الأتراك «كلهم» بعيدون عن الإسلام وكذلك الدولة، ولكن العلمانية هي سياسة الدولة فالدول تكون علمانية وليس الأفراد. وعلمانية تركيا لا تعاقب من يدعو إلى أي دين بل بكل بساطة لا تسمح بتغليب الدين على الفرد وتمنحه حرية الاعتقاد، بل تعمل في بلد يكون المسلمون 99% من شعبه إلى تنظيم الأمور الدينية والجوامع والمساجد في هيئة عامة للشؤون الدينية. هل تعلم أن في اسطنبول وحدها عشرة آلاف مسجد، وأن تدريس الدين الإسلامي إلزامي في المدارس الابتدائية التركية، وأن هناك ستين ألف مدرسة لتحفيظ القرآن في تركيا؟! وقد كنت أنا في قبرص التركية مع الدكتور أحمد النجار أحد مؤسسي البنوك الإسلامية. ذهبنا لنشهد افتتاح بنك جديد. وسألوه إن كان البنات المحجبات في البنك قد تحجبن بعد تعيينهن أو كن محجبات قبل ذلك. فلو كان الحجاب قبل التعيين فلا إثم على البنك وإن كان بعد التعيين فمعنى ذلك أنهن فعلن ذلك تحت ضغط من البنك. وهذا ممنوع. وكان السؤال والتحقيق أمامي!

وربما كانت هذه حادثة فردية. وشكراً لسيادة المستشار على تصويبه لما قلت عموماً وأكرر شكري..