تجاوزات مباشرة على الهواء!

TT

ظاهرة جنون «بعض» المراهقات بالفنان النجم ظاهرة توشك أن تكون عالمية، وفي عالمنا العربي ارتبطت هذه الظاهرة كثيرا بالفنان عبد الحليم حافظ حتى ليقال إن فتاة انتحرت عند سماع نبأ موته، واليوم توشك هذه الظاهرة أن ترتبط من جديد بالفنان المصري الشاب تامر حسني، إلى الدرجة التي اتهمه فيها البعض باستئجار فتيات يقمن بأدوار التشنج والصراخ والهيام في حفلاته من باب الترويج لذاته، مع صعوبة إثبات مثل هذا الاتهام، ولا أخال تامر حسني في حاجة إلى مثل هذه التدابير، خاصة أن شعبيته تبدو في أوجها لدى المراهقات، ويمكن ملاحظتها بوضوح في حفلاته أو خلال عرض فيلم له، لكن ما حدث في الكويت قبل أيام كان خارج تلك السياقات، حينما اعتلت مراهقة المسرح لتنهال عليه بالقبلات أثناء إحيائه حفلا فنيا منقولا على الهواء، ولم يجد الفنان النجم وسيلة للهروب من هذه المراهقة المتيمة إلا بالاحتماء بأحد أعضاء فرقته الفنية ليفكه من قبضتها، وقد تسببت المراهقة في إنهاء الحفل قبل موعده، وليتحول هذا الحدث إلى قضية تحظى باهتمام بعض النواب في مجلس الأمة الكويتي، وتقدموا بأسئلة إلى وزراء التجارة والإعلام والداخلية حول الانتهاك الذي شهده هذا الحفل الغنائي، متهمين ـ كما نشر ـ الوزارة الأولى بأنها منحت الترخيص بالحفل، والثانية بأنها تورطت في نقل التجاوزات مباشرة على الهواء، والثالثة بالتهاون في ضبط الأمن. ويبدو أن حفلات تامر حسني أصبحت تسبب صداعا لمنظميها بعد تكرار حوادث المراهقات.

يرجع علماء النفس هوس المراهقات بالفنانين إلى الحضور المكثف للفنان في وسائل الإعلام في غياب القدوة لدى بعض المراهقات، وبالتالي يملأ الفنان موقع هذه القدوة الغائبة، ويشكل جزءا كبيرا من أحلام يقظة المراهقة، كما يحتل مساحة من تفكيرها، وقد تندفع بعض المراهقات حين التقائها بفنانها فترتكب من السلوكيات ما يتنافى مع الحياء والسلوك السوي، ويمكن أن ينتهي الأمر بانتهاء فترة المراهقة، وإلا فإنه يتحول إلى حالة مرضية ينبغي إخضاعها للعلاج للنفسي قبل أن يدمر هذا التعلق حياة الفتاة، ويقف حائلا بينها وبين الزواج وتكوين أسرة.

ويبقى السؤال: في عصر الهيمنة الفنية الفضائية كيف يمكن إنبات نماذج الاقتداء المرغوبة في حياة المراهقات؟!

[email protected]