قبل بضعة أعوام أثار سلفيو برلسكوني، رئيس الحكومة الايطالية كثيرا من الضجيج بعلاقته الغرامية بالسيدة فيرونيكا، عارضة الازياء الحسناء، التي ستر عليها فيما بعد وتزوج بها. بيد انه اثار مؤخرا ضجة اخرى عندما استقبل رئيس الحكومة الدنماركية، اندرز رسنوسن، في روما.
اثنى الضيف الدنماركي على حسن فيرونيكا، ومن لا يفعل ذلك في حضورها؟ بيد ان الزعيم الايطالي مضى فعرض على زميله الدنماركي امام حشد من الجمهور والمراسلين الصحافيين، التبادل بزوجتيهما. بالطبع كانت تقليعة منه ومداعبة بريئة.
بيد ان الباحثين الاجتماعيين في ايطاليا لم يأخذوها هذا المأخذ البريء. بادر الاتحاد الدولي لحماية الحريات وحقوق الانسان الى دراسة الموضوع وخلصوا الى هذه النتيجة وهي ان ربع الرجال في ايطاليا يتبادلون زوجاتهم مع بعضهم البعض. وهي نسبة اعطت الشعب الايطالي المنزلة الاولى في العالم في هذه الظاهرة الاباحية التي اخذت تشيع في الغرب منذ ايام الثورة الجنسية في الستينات.
قرأت ذلك التقرير الكاتبة الانجليزية كاثرين تاونسند، فنشرت مقالة في صحيفة «الاندبندنت» انكرت فيها ان يكون لإيطاليا مثل هذا السبق وأكدت ان بريطانيا هي الوطن الحقيقي الاول في هذه الممارسة السلوكية. واستهدت بشيء من تجاربها ومعرفتها في الموضوع.
والواقع ان التلفزيون البريطاني دأب على تقديم مسلسل نال شعبية كبيرة بين الناس وما زال مستمرا بعنوان «تبادل الزوجات». يتعرض للموضوع ولكن بشكل مفتعل في حشمته.
يفترض الانسان ان تجسم هذه الظاهرة مدى الفلتان الاجتماعي الذي يسود المجتمع الغربي الآن والالحاد الديني والتخلص من كل اعتبارات الاعراف والتقاليد وحصول المرأة على كامل حقوقها ومساواتها. بيد ان لحظة واحدة من التفكير في الأمر تكشف عن عكس ذلك تماما. فتبادل الزوجات يعني ان الرجل هو سيد الموقف، هو الذي يتخذ القرار في الضلوع بهذا السلوك وهو الذي يختار.
والمرأة ليست سوى سلعة بيده يبادلها بما عند الرجل الآخر من سلعة في تلك الحفلات المتهتكة الصارخة. وما على المرأة سوى ان تطيع وتنفذ ما يقرره الرجلان. لا يوجد «تبادل ازواج» يعطي المرأة حق مبادلة زوجها.
الكلمة نفسها «تبادل الزوجات» تنطوي في الواقع وبصورة صريحة على ضرب من ضروب العبودية، تصبح فيها المرأة امة بيد الذكور، رخيصة وبدون ثمن. وكله باسم التحرر والمساواة.
سمعنا الكثير عن مكر المرأة. اين ذلك من مكر الرجال؟
www.kishtainiat.blogspot.com