أربعة انتخابات هل ستغير عالمنا؟

TT

إن كانت الأصوات بالفعل تعبّر عن رغبة الناس فإننا امام سلسلة من التغييرات. الانتخابات الاميركية بعد شهر فقط. والانتخابات العراقية في يناير المقبل، وكذلك الانتخابات الرئاسية الفلسطينية. ثم انتخابات ايران بعد خمسة اشهر تقريبا، ولا ننسى التذكير بالانتخابات الاسرائيلية. طبعا تجاهلت بقية الانتخابات إما لأنها ليست حقيقية، او لأن تأثيرها محدود.

خمسة انتخابات ربما تعني خمس قيادات جديدة. قد نعيش العام المقبل مع الرئيس باراك اوباما، وبدون الرئيس أحمدي نجاد، على اعتبار أننا لا نعرف من هم المنافسون الايرانيون الأكثر حظا بعد. وربما ستقاد فلسطين بلا محمود عباس، ومن يدري فقد يخرج من المنطقة الخضراء العراقية نوري المالكي ويحل محله رئيس وزراء جديد في بغداد.

لو حدثت جميعا سنرى تغييرات مهمة ستبدّل حتما مسار السياسة في المنطقة، على الأرجح لصالح التهدئة. ربما يكون حظ السلام أفضل إن جاءت تسيبي ليفني رئيسة وزراء لاسرائيل، او ربما نشهد تجدد العنف ان فاز بنيامين نتنياهو.

إن جاء عادل عبد المهدي رئيسا لوزراء العراق، او عاد ابراهيم الجعفري، فاننا على الأرجح سنشهد مصالحة عراقية ـ عراقية واسعة، ومصالحات عربية ـ عراقية أيضا. ولكن هذا ليس مؤكدا إنْ حافظ المالكي على مركزه وظل حاكما في بغداد. من المؤكد خروج جورج بوش من البيت الأبيض وصار محتملا ان يبدأ عهد جديد، مع ملاحظة ان التغيير في السياسة الاميركية بدأ من السنة الماضية، وسواء جاء اوباما او جون ماكين فان الحرب على تنظيم القاعدة ستستمر. والأرجح ان حظ القضية الفلسطينية سيكون أفضل مع ماكين خاصة إذا ترافق فوزه مع فوز ليفني. لكن لن يتبدل كثيرا التوجه السياسي حيال لبنان لأنه يعكس اوضاعا متعددة تزداد تعقيدا مع مرور الوقت، خاصة انه لا توجد انتخابات في دمشق. اما الرئيس المقبل في رام الله فلن يبدل الأمر كثيرا، لأن وضعه وضع المتفرج الذي ينتطر ماذا سيحدث في تل ابيب، او كما تنتظر العروس الخطيب.

كل بلد في العالم يطالع الانتخابات الرئاسية المهمة وفق قضاياه وطموحاته، فالقضايا متشابكة لا سياسيا فقط بل اقتصاديا كما نرى اليوم. فتدهور الاوضاع بضع نقاط في سوق نيويورك كاد ان يصيب اسواقا عديدة في انحاء العالم بالانهيار، ويجر معها حكومات تلك البلدان، فما بالنا عندما تكون التغييرات على مستوى القمة وفي عدة دول، من طهران الى واشنطن؟

واذا كان خروج بوش أمرا مؤكدا، ومؤكدة نهاية أولمرت، فان الوضع الأكثر غموضا هو في كرسي الرئاسة في ايران الذي يعني للمنطقة اكثر مما تعنيها انتخابات واشنطن. فالعالم عاش في تفاؤل في ايام الرئيس محمد خاتمي، رغم انه كان يحكي اكثر مما كان يحكم.

[email protected]