وتهون الأرض إلا موضعا!

TT

ومن الكلمات التي تحيرت بين المؤلفين في رمضان: جبل التوباد وأين مقره ومستقره. ومن المؤكد انه في السعودية. في صحاريها. وأن على هذا الجبل أو بالقرب منه كان قيس وليلى يلتقيان ـ إن كانا قد التقيا وتباكيا ـ وكان ما كان مما امتلأت به كتب التاريخ وكتاب الأغاني للأصفهاني..

ولا يزال بعض المؤرخين والمستشرقين يؤكدون أن قيس وليلى من خيال الشعراء، وأنه شعر فولكلوري مثل (ألف ليلة). وأن التاريخ لم يعرف لهما وجودا. وإن كان في تاريخ الأدب العالمي عشاق مجانين وعاشقات قاسيات.. وقيس وليلى ولبنى وعشرات الأسماء التي تغنى بها الشعراء لا وجود لها. وأن هذه الأسماء معظمها للغواني والراقصات.. وكان من بين الغواني من يقرضن الشعر ويغنينه ويطرب الملوك والأمراء والوزراء والخلفاء والشعراء..

ولم يشغل الشعراء أنفسهم بمواقع اللقاء.. ولكنهم مشغولون بالصحارى الواسعة والأسود والضباع وعيون الرقباء. وقسوة ليلى ثم بكاؤها على الشاعر المجنون ـ أو الذي يكون مجنونا. وأن تكون المحبوبة مجنونة بواحد غيره ليتضاعف عذابه وتنكسر قلوبنا عليه.

وربما كان أمير الشعراء شوقي هو الذي ذكر جبل (التوباد) في مسرحية (مجنون ليلى) فقد قال وتغنى محمد عبد الوهاب:

جبل التوباد حياك الحيا

وسقى الله صبانا ورعى

فيك داعبنا الهوى في مهده

ورضعناه فكنت المرضعا

ويقول شوقي عن هذا الحب البديع:

قد يهون العمر إلا ساعة

وتهون الأرض إلا موضعا!