الموقف السعودي في لبنان بين الإنصاف والإجحاف

TT

قدمت السعودية للبنان خلال العامين الماضيين ما يزيد على 2875 مليون دولار، منها 1000 مليون دولار مودعة في المصرف المركزي، و1000 مليون دولار أخرى قيمة ما تعهدت به في مؤتمر باريس 3 لدعم الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى 875 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق اللبنانية بعد حرب يوليو، وآخر تلك المساعدات 44 مليون دولار لدعم التعليم للعام الدراسي الحالي.

هذه هي المعونات السعودية للبنان واضحة، معلنة، محددة الهدف، لا تمنح أحدا فرصة التأويل بأنها تختص بفئة دون فئة، أو منطقة دون أخرى، فدعم الاقتصاد، وإعمار ما دمرته حرب يوليو، ودعم التعليم كلها أغراض لا تقبل الاختزال أو التمييز أو الفئوية.. وما صرح به المصدر الرسمي اللبناني مساء الاثنين الماضي من تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس اللبناني ميشال سليمان وقوف بلاده إلى جانب جميع اللبنانيين من دون تمييز، ونقله عن الملك عبد الله قوله: «أسمع أننا مع ناس وضد ناس، نحن مع الجميع وعلى مسافة محبة واحدة، ومحبتنا للبنان لا نبتغي منها أية فائدة أو مصلحة»، هذا القول يعبر عن الحقيقة، فالسعودية تهتم بكل لبنان واللبنانيين، لا تفرق في مساعداتها بين موالاة ومعارضة، ولا بين طائفة وأخرى، وهي تفعل ذلك دونما ضجيج أو دعاية أو مباهاة، ولا تلقي بالا لما يتعمد فعله بعض الإعلاميين، وهم يضخمون إسهامات الآخرين ويحتفون بها، ويغمطون إسهامات السعودية ويتنكرون لها، ظنا منهم أن الناس لا يميزون بين المواقف الواضحة والصريحة والمبدئية التي تقوم بها السعودية، وبين ما يقوم به البعض من إسهامات انتقائية وتصنيفية تعمق الفرقة بين اللبنانيين؛ فالمنصفون يثمنون بوعي الموقف السعودي، ويجمعون عليه، وهم يدركون أن السعودية تقف خلف كل المساعي التي توحد اللبنانيين ولا تفرقهم، وأنها مركز الثقة لدى مختلف العقلاء في البيت اللبناني.

إن ما تريده السعودية عودة لبنان المستقر، المشرق بثقافته ضياء ومحبة وسلاما، الشامخ بأرزه جمالا وأمنا وبهاء، المتألق والمتأنق بانسجام مكوناته صفاء وألفة ونقاء.. ذلك ما تهدف إليه السعودية، وتلك أغراض مساعداتها.. هي الحقيقة، فأية ضبابية يمكن أن تحجب الرؤية؟!

[email protected]