سر مومياء الأميرة الفرعونية

TT

من ضمن المومياوات التي عثر عليها داخل خبيئة المومياوات؛ مومياء لأميرة مجهولة الاسم وقد لفتت الأنظار نظراً لاختلافها عن جميع المومياوات التي عثر عليها، فعندما كشفت الأربطة أو الأكفان الكتانية عنها ظهر وجه الأميرة وفمها مفتوح كما لو كانت تصرخ من الفزع أو الألم وترتسم على ملامح الوجه مظاهر الفزع، وباتت مومياء الأميرة التي تصرخ والتي عرفت بهذا الاسم وفي المراجع الأجنبية سميتThe Screaming Lady أحد أسرار المومياوات الفرعونية، والتي تبارى العلماء من كافة تخصصات الطب والآثار في بحث سرها والخروج بالعديد من النظريات التي وإلى الآن لم يثبت بالدليل القاطع صحتها أو عدم صدقها. والمعروف أن خبيئة المومياوات التي وجدت بها مومياء الأميرة كانت قد كشفت بواسطة أحد أفراد عائلة عبد الرسول ـ إحدى العائلات التي سكنت بالقرنة في البر الغربي لمدينة الأقصر. ففي عام 1875 وفي أحد شهور الصيف، كان محمد عبد الرسول يرعى أغنامه بمنطقة الدير البحري، فإذا بشاة صغيرة تترك القطيع وتختفي خلف الجبل وذهب الرجل يبحث عن الشاة وقد تسلق الجبل وكاد يسقط في بئر عميق أحس بخبرته أنها بئر أثرية، وقام بالنزول إلى داخل البئر التي أفضت به إلى مكان الخبيئة ووجد نفسه أمام مومياوات وتوابيت وكنوز ذهبية يعجز اللسان عن وصفها.. وظل سر الخبيئة دفيناً بين أفراد العائلة، وكانوا يبيعون قطعاً من الآثار إلى مصطفى آغا الذي كان يعمل قنصلاً لإنجلترا ومعروف كأحد تجار الآثار المسروقة، واستطاع تهريب القطع لتباع في أسواق أوروبا ويصل أخبار هذه الآثار المسروقة إلى ماسبيرو، وكان في ذلك الوقت يعمل مساعداً لمارييت باشا، مدير مصلحة الآثار في مصر. ويقوم البوليس المصري بالتعاون مع مصلحة الآثار بتتبع مصطفى آغا وأسرة عبد الرسول حتى تم القبض على أحد أفراد الأسرة. ورغم التعذيب الشديد الذي لاقاه في السجن إلا أنه لم يبح بسر الخبيئة. وبعد أن خرج طلب أن يكون له النصيب الأكبر منه نظراً لما لقاه من تعذيب في السجن ورفض إخوته وظل الصراع بينهم إلى أن انتهى بذهاب أحدهم إلى مديرية قنا ليبح بسر الخبيئة، وكان ذلك عام 1881 حيث تم نقل كل ما بها إلى المتحف المصري عبر نهر النيل، وفي ذلك الوقت كانت هناك منطقة جمارك عند مدخل بولاق التي اعتبرت بوابة الدخول إلى القاهرة، وكان موظف الجمارك لديه سجلات لكل أنواع البضائع التي يمكن أن ترد إلى القاهرة وقيمة الجمارك عليها. وعندما أخبروه بأنهم يحملون مومياوات لم يجد هذه الكلمة في سجلاته وبعد مفاوضات تم تسجيلها تحت مسمى سمك مملح!

نعود إلى مومياء الأميرة، والتي قمنا أخيراً وبعد أكثر من 125 عاما على الكشف عنها بفحصها باستخدام جهاز الأشعة المقطعية CT-Scan الذي أخذ 1700 صورة للمومياء من جميع أجزائها من الداخل والخارج، والتي تعطينا أدلة واضحة عن عمر الأميرة عند وفاتها وسبب الوفاة حيث ظهر أن الأميرة ماتت، وهي تبلغ من العمر 25 عاماً، وأنها تعرضت للقتل، وأن هذه الصرخة حدثت أثناء قتلها.. وما زلنا في انتظار معلومات أكثر سوف تؤدي بإذن الله إلى الكشف عن شخصية هذه الأميرة، وذلك باستخدام تحليل الـ DNA ومقارنته بتحاليل المومياوات الأخرى المعروفة؛ ومنها عائلة «توت عنخ آمون»..

www.guardians.net/hawass