الاختبار الاقتصادي في ميتشغان

TT

عندما تجولت في المكان الذي شهد إحدى المعارك الانتخابية في إحدى ضواحي مدينة ديترويت، كنت أسعى إلى استطلاع آراء المواطنين وردود فعلهم تجاه المناظرة الأولى. وكانت استطلاعات الرأي ـ التي اطلعت عليها قبل لقاء جون ماكين وباراك أوباما في جامعة مسيسيبي ـ مشوشة للغاية، فأحدها كان يشير إلى تقدم أوباما بأربع نقاط وآخر بسبع وثالث بعشر وآخر بـ 13 نقطة.

كان السياسيون الذين تحدثت معهم من كلا الحزبين قد اتفقوا على أن أوباما هو المرشح المفضل هنا في الولاية، لكن أحدا لا يمكنه أن يؤكد ذلك مائة في المائة.

وقد حذر العديد من أنه قد يواجه مصاعب كبيرة في الضواحي، حيث تعد مسألة العرق قضية هامة منذ الجدال على ركوب الحافلات للزنوج في ستينيات القرن الماضي وإشعال تولي أحد الأفراد السود لعمادة المدينة فتيل الأزمات العرقية. ومدينة أوكلاند كانتري التي اخترت أن أجري لقاءاتي فيها مع الناخبين، منطقة قديمة الطراز. وفي انتخابات عام 2000، عندما تقدم آل غور على منافسه بـ 5.1 % فاز في أوكلاند بـ1.2 نقطة وكلاهما كانا قريبين جدا، كما فاز جون كيري في ولاية ميتشغان بـ 3.4 نقطة وأوكلاند بنصف نقطة فقط.

لقد أجريت لقاءات مع الناخبين خارج أحد أندية سام في أحد المراكز التجارية، وكذلك أجريت لقاءات خارج «تارجت» في وسط مدينة بيرمنغهام في ثلاثة محلات للوجبات السريعة. ومما سمعته اقتنعت بأن أوباما هو المرشح المفضل لسكان ميتشغان، لكن تبين لي أيضا، أن المأساة المستمرة في سوق الأسهم وانهيار البنوك وجهود واشنطن لإنقاذ النظام المالي جعلت من الحديث حول السياسات الرئاسية ـ بما فيها المناظرات ـ أمرا هامشيا. وغالبية هؤلاء الذين التقيتهم قد شاهدوا النزر اليسير من المناظرة التي جرت بين أوباما وماكين، لكن أحدا منهم لم يقل إنها قد غيرت من قناعاته، وكان الشخص الأول الذي التقيته هو بيل والكر من كلاركستون والذي أخبرني بأنه صوت للرئيس بوش مرتين لكنه يميل هذه المرة وبقوة لصالح أوباما.

وعندما سألته: لماذا؟ قال: «الوضع في البلاد يزداد سوءا، فالاقتصاد مزر. وأنا مهندس بناء مدارس وزوجتي معلمة ومن ثم فإننا لم نفقد وظائفنا، ولكن عندما لا توجد وظائف لا يستطيع الناس دفع الضرائب وهذا ما سيؤثر علينا».

وعندما سألته عن المناظرة قال إنه بالرغم من تحيزه لأوباما إلا أن الأخير كان «مترددا في إجاباته»، بينما كانت «إجابات ماكين واثقة جيدة».

لكنه كان، مثله مثل الآخرين، منزعجا من حقيقة أن «ماكين لم يكن يرغب في النظر إلى منافسه (أوباما)، وأن على الشخص أن يتحدث إلى الآخرين وإلا فلن يتمكن من إبراز الاختلافات معهم».

أما ميرلين أبركورن من بونتياك، فهي تعمل معلمة لبعض الوقت، وقد شاهدت المناظرة وقالت إن كلا المرشحين «كانا يراوغان في الإجابة عن الأسئلة».

أما باث غرافس المتقاعدة التي تقضي وقتها بين ميتشغان وفلوريدا، فقد عبرت عن اندهاشها من الصورة التي بدا عليها ماكين في المناظرة فقالت إنه: «تحدث في المناظرة بصورة جيدة، وأن أوباما، كعادته، تحدث بفصاحته المعهودة، لذا فأنا أحبهم الاثنين». وتبدي غرافس قلقها من أن بالين تبدو صغيرة السن لكنها تبدي احتقارها لنانسي بيلوسي «المتعصبة لحزبها بصورة كبيرة». وما قالت به غرافس، يجب أن يكون موضع دراسة حتى بالنسبة لأهم الأعضاء في الكونغرس بأن الناخبين يقيمونهم كما يقيمون مرشحي الرئاسة.

*خدمة «واشنطن بوست»

ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)