بول كروغمان.. وجائزة نوبل في الاقتصاد

TT

حصل بول كروغمان، الأستاذ في جامعة برنستون الأميركية، وكاتب مقال الرأي في «نيويورك تايمز»، على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية يوم الاثنين الماضي. وقد صرح كروغمان في حوار أجري معه وهو في طريقه إلى اجتماع في واشنطن لمجوعة الـ 30، وهي هيئة دولية تجمع بين القطاعين العام والخاص لمناقشة الاقتصادات العالمية، بقوله: «هذا يوم غريب جدا، ولكنه غريب بالمعنى الإيجابي»، وإنه كان مشغولا إلى حد كبير بمحاولات الالتزام بالاجتماعات المقررة له ذلك اليوم والرد على الهاتف الجوال الذي لم ينقطع رنينه. حصل كروغمان على الجائزة عن عمله في مجال التبادل التجاري الدولي والجغرافية الاقتصادية. وعلى وجه التحديد، أثنت اللجنة التي تمنح الجائزة على عمله لأنه «أظهر آثار اقتصادات الحجم على نماذج التبادل التجاري ووضع النشاط الاقتصادي». لقد توصل إلى نماذج توضح أمثلة التبادل التجاري بين الدول، بالإضافة إلى نوعية البضائع المنتجة ومكان وسبب إنتاجها. وتفترض نظرية التبادل التجاري التقليدية اختلاف الدول في تبادلها أنواعا مختلفة من السلع مع بعضها الآخر. ولكن تفسر نظريات كروغمان سبب سيطرة قلة من الدول المشابهة لبعضها البعض على التجارة حول العالم، وسبب استيراد بعض الدول لسلع من نفس النوع الذي تصدره.

يقول كروغمان: «كان هناك أمر رائع في نظرية التبادل التجاري القديمة القائمة حتى الآن، وهي قدرتها على وضع العالم في إطار مفاهيمي بسيط مذهل. ولكني أدركت أن هناك بعض الأفكار الجديدة التي تظهر في المؤسسات الصناعية التي يمكن تطبيقها على التجارة الدولية».

ولكن كتب كروغمان رسالته عن التمويل الدولي، ونسب الفضل في دراسته للتجارة الدولية إلى تشجيع الأستاذ روديغر دورنبوش في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا له. يروي كروغمان: «كنت في زيارة له في يوم تساقطت فيه الثلوج في أوائل عام 1978، وصرحت له بما كنت أفكر فيه. فنظر إلى وقال: عليك أن تكتب عن هذا الأمر». يكتب كروغمان عموده في صفحة الرأي في «نيويورك تايمز» منذ عام 1999. ويمكن الرجوع إلى مجموعة من مقالاته الأخيرة على موقع الجريدة. يقول كروغمان: «بالنسبة للاقتصاديين، تعتبر الجائزة نوعا من التصديق، ولكنها ليست خبرا. فنحن نعرف ما يستطيع كل منا فعله. أما قراء مقالي، فربما يقرأونه باهتمام أكبر إذا كنت متخصصا في الاقتصاد، أو ربما يصبحون أكثر تحملا لمقالي إذا كنت أكتب بطريقة مملة».

ولكنه أضاف أنه لا يتوقع أن يتركه منتقدوه بهذه السهولة بسبب الجائزة الجديدة التي حاز عليها.

ويقول كروغمان: «اعتقد أننا تعلمنا هذا عندما رأينا جو ستيغليتز يكتب»، في إشارة إلى حائز جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 «فقد لاحظت أنه لم يجد الأمر سهلا، حيث ظل البعض يقولون: بالطبع هو حائز جائزة نوبل وهو ذكي جدا، ولكنه ما زال لا يعلم عما يتحدث في هذا الموقف.. واعتقد أنني سأجد نفس الشيء».

وفي عام 1991، حصل كروغمان على ميدالية جون بايتس كلارك، وهي الجائزة التي تمنح كل عامين لـ«خبير اقتصادي تحت عمر 40 عاما حقق إسهاما مهما للمعرفة الاقتصادية». يأتي كروغمان من بين عدد من متقلدي ميدالية كلارك الذين فازوا بجائزة نوبل، ومن بينهم ستيغليتز أيضا. يقول كروغمان: «لأكون صريحا تماما، لقد فكرت في أن هذا اليوم سيأتي في وقت ما، ولكني كنت مقتنعا بأنه لن يكون الآن. أعلم أشخاصا أمضوا حياتهم في انتظار هذا الخبر، وهذا ليس جيدا من الناحية النفسية. لذا أبعدته عن ذهني وتوقفت عن التفكير فيه». وأضاف أنه لم يكن يعرف موعد إعلان اسم الفائز حتى أخبره زميل له في الأسبوع الماضي. ما زال كروغمان مستمرا في التدريس في جامعة برنستون. وهو يدرّس في هذا الفصل الدراسي منهجا صغيرا لصف الخريجين عن السياسة والنظرية النقدية، مغطيا الموضوعات الجارية مثل أزمة السيولة العالمية. في الأعوام الأخيرة، كان يقدم محاضرات تتناول دولة الرفاهية والتبادل التجاري الدولي، بالإضافة إلى ندوات لطلاب الصف الأول عن موضوعات اقتصادية مختلفة.

وجائزة يوم الاثنين، وهي آخر جائزة يعلن اسم الفائز بها من بين الجوائز الست ، ليست من جوائز نوبل الأصلية. ولكن بدأ البنك المركزي السويدي منحها عام 1968 في ذكرى ألفريد نوبل. وكروغمان هو الفائز الوحيد باللقب هذا العام، وسيحصل على جائزة قدرها 1.4 مليون دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز»